من أشهر ما قال نابليون أنه “إذا عطست فرنسا، أُصيبت أوروبا بالزكام”، وهذا المثل ينطبق اليوم أكثر من أي زمن مضى.. فقد تسبب الزلزال الذي أعقبه تسونامي إزاحة محور الكرة الأرضية 10 سنتيمترات. إن القرية العالمية اليوم تعاني من خوف وهلع من كوارث متتابعة من زلازل لتسونامي، لإشعاعات نووية بسبب انفجارات وحرائق في المفاعلات الأربعة النووية في فوكوشيما، والتي من غير المعروف حتى اليوم انعكاساتها على بقية العالم. وتحذر جهات مختلفة بعدم التعرض للأمطار حتى إذا كانت رذاذًا، لأن فيه إشعاعات نووية تناقلتها السُّحب عبر الرياح الشديدة في هذه الأجواء المناخية، وتحذيرات أخرى بعدم الخروج وقت المطر، والبقاء في المنازل.. ودهن (منطقة الغدة الدرقية) بمادة (البيتادين)، لأن الإشعاعات تصيب الغدة الدرقية مبدئيًّا في منطقة الرقبة، وهذا أيضًا ما يحذّر منه الخبراء النوويون في منطقة الكارثة وما حولها. وقد وصف خبراء ذرة أمريكيون استخدام مياه البحر لتبريد المفاعل النووي ب «عمل يائس»، يشير إلى احتمال حصول كارثة بحجم تشرنوبل، والتي قتلت 32 عاملاً في المحطة، وتوفى 4000 آخرون من أمراض سرطانية متعلّقة بالإشعاعات النووية. وقد بدأ أهالي طوكيو بارتداء سترات وأقنعة طبية؛ خشية وصول الإشعاعات إذا تغيّرت وجهة الرياح التي تهب من الغرب في الأيام الماضية، وتقذف بالبخار المتصاعد المحمّل بالإشعاعات نحو المحيط الهادي. لذلك عقد مسؤولون عن المحطات النووية اجتماعًا للحصول على معلومات ووضع خطط وتدابير للسلامة في أوروبا، حيث توجد 143 محطة نووية في الاتحاد الأوروبي لوحده. وفي الصين بلغ عدد المفاعلات حاليًّا 13 محطة، وتعتزم 2015 بناء مفاعلات نووية جديدة، هذا وتوجد محطات نووية في كوريا الشمالية والهند والباكستان وإيران وإسرائيل.. ولجان حظر أسلحة الدمار الشامل تضغط على دول لكي لا تتطور القوى النووية إلى أسلحة نووية. إن الطاقة النووية لتوليد الكهرباء لها أهميتها، ولكن أعتقد أن ضررها أكثر من نفعها، وهذا ما أثبته التسونامي.. ويجب الآن على دول العالم بأسره، وخاصة دول العالم العربي والخليجي، استثمار الطاقة الشمسية والهوائية، وهي الطاقة البديلة للطاقة النووية، وتشجيع الناس على استعمالها في البيوت والمزارع والمصانع لتوليد الكهرباء، لأنها طاقة ربّانية مستمرة لا تنضب، وليس لها مخاطر بيئية. أمّا بالنسبة لمدينة جدة، والتي ارتبط المطر فيها بالخوف والقلق من سيول مهددة لخطورة اختلاط مياه الأمطار بالصرف الصحي، ومشكلة الحفر والمستنقعات، والبعوض وحمّى الضنك، أضيف إلى هذه المخاوف نوع آخر، وإن كان ضئيلاً، وهو احتمالية هطول أمطار محمّلة بالإشعاعات.. والله الحافظ.