يا حارتي في سالف الأيام لك أحرفي وتشوّقي.. وسلامِ تاريخك المعروف يُشرق روعة في (جُدّتي) في ثغرها البسّامِ (يمنُ، وبحر) ما أعزّ بيوتها! عاشت رموز المجد والإكرامِ ورجالها.. لله درّ رجالها أفذاذ.. في الأخلاق.. كالأعلامِ كانت بيوتك للحجيج منازلاً يستمتعون بصحبة ووئامِ ماذا أصوغ وفيك ألف حكاية؟ وبطولة تُحكى مدى الأعوامِ شهدت (أزقّتك) العتيقة صورة للرقص (بالمزمار) في إقدامِ يا (جدّتي) أحكي عراقة حارتي فهواك مبعث.. أحرفي.. إلهامي (عبدالصمد) قد عاش عمدة حارتي يُبدي التّّصالح عند أي خصام ِ في بحرها (السنبوك) مصدر صيدها ف (البنط) (بابور) يلوح أمامي(1) وترى الحجيج على ضفاف رصيفه يلقاهم (الوكلاء) كالأنسام (2) فيشرّفون بيوتنا.. في حارتي يتبوء الحجاج خير مقام ف (القيس) ب(الخّليف) كان يخيفهم قطع الطريق.. وسطوة الآثام (3) فالله يرعى الأمن فخر بلادنا حاراتنا تزهو بلا إجرام ويديم عزّ مليكنا ورجاله وتدوم فينا راية الإسلام فديارنا خير الدار وحكمنا شرع الإله مسيرة الحكام * * * (1) (بحرها): حارة البحر (السنبوك): القارب الصغير للصيد (البنط): رصيف استقبال السفن في جدة القديمة (بابور): كان يطلقها الناس في جدة على السفينة (2) (الوكلاء): وكلاء الحجاج الذين يستقبلونهم ويقيمون في بيوتهم قبل إنشاء الدولة الميناء وصالات الحج. (3) (القيس) هذا بمثابة احتفال للنساء بعد ذهاب الرجال للحج. (الخّليف): هو الوقت الذي يذهب فيه الناس للحج ومن تخلّف وبقي في جدة يخاف لأنها فترة خلّيف ينتشر فيها اللصوص لسرقه البيوت.