ليس التظاهر إلاّ إحدى أدوات عرض الرأي، وإيصال رسالة للحاكم.. فإذا تمكّن الناس من إيصال رسالتهم بطرق أخرى، فإنه لا يُصبح للتظاهر مكان من الإعراب. فالتظاهر هو مجرد وسيلة، وليس غاية.. والغاية هنا هي الإصلاح الذي جعله خادم الحرمين الشريفين في قمة أولوياته. وتأكيد خادم الحرمين في جلسة مجلس الوزراء أخيرًا على ما أظهره الشعب السعودي من حكمة ووفاء وتلاحم مع قيادته، هو -وبلا شك- اعتراف منه -حفظه الله- بمعدن هذا الشعب الأصيل، وحدبه على سلامة الوطن وأمنه واستقراره. كما جاءت كلمة الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية خلال افتتاحه مؤتمر العمل البلدي الخليجي السادس، والتي أشاد فيها بالشعب السعودي، وأكد «أنه شعبٌ كريمٌ ووفيٌّ متخلقٌ بأخلاق الإسلام..»، تأكيدًا على التلاحم بين الشعب وقيادته، ووصف فيه موقف الشعب السعودي بأنه «كان له وقع كبير والأثر الفاعل في قلب وعقل سيدي خادم الحرمين الشريفين، ومثلما نقول اليوم شكرًا وهنيئًا لمليكنا بشعبه، سنقول غدًا شكرًا لسيدي خادم الحرمين الشريفين، وهنيئًا للشعب بمليكه». وهكذا.. وبينما يرفض الشعب كل أساليب التأجيج واللجوء للعنف، فإنه يتطلّع إلى المضي في طريق الإصلاح دون تباطؤ، وإزالة كافة موجبات التذمر، وعلى رأسها اجتثاث مظاهر الفساد. وبعد أن وقف الشعب مع حكومته، فإن الحكومة مسؤولة عن تحقيق أسباب الوحدة والاستقرار والأمن، وليس شيئًا أضمن لذلك من المضي في البرنامج الإصلاحي لخادم الحرمين الشريفين حتى نهايته، فذلك أكبر ضمان للتلاحم بين الشعب وقيادته. [email protected]