أعلن مسؤولون يابانيون صباح اليوم الثلاثاء بتوقيت طوكيو أن قضبان الوقود النووي في المفاعل رقم 2 في محطة فوكوشيما 1 باتت مكشوفة تمامًا، ما يعزز المخاوف من انصهارها جزئيًا، نتيجة الزلزال الهائل الذي ضرب اليابان الجمعة الماضية. وفيما طلبت اليابان مساعدة أمريكية لتبريد مفاعلاتها النووية، على ما أعلنت هيئة التنظيم النووية الأمريكية أمس. أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو أنه من غير المحتمل أن يؤدي حادث مفاعل فوكوشيما في اليابان إلى كارثة مشابهة بما حصل في مفاعل تشرنوبيل الأوكراني عام 1986. وقالت شركة كهرباء طوكيو (تبكو) التي تشغل المحطة: إن ضغط الهواء داخل المفاعل في محطة فوكوشيما 1 على بعد 250 كلم شمال طوكيو، ارتفع فجأة عندما توقف صمام تدفق الهواء بصورة طارئة. وأضافت تبكو أن انغلاق الصمام أدى إلى وقف تدفق مياه التبريد إلى المفاعل وتعريض قضبان الوقود تمامًا في حوالي الحادية عشرة مساء الاثنين (14,00 ت غ). وقال مسؤول في الشركة للصحافيين: لسنا متفائلين، ولكني أعتقد أنه يمكننا ضخ الماء ما أن نعيد فتح الصمام ونخفض ضغط الهواء. وتواجه اليابان حوادث نووية طارئة منذ الزلزال الهائل والتسونامي الذي اكتسح الساحل الشمالي الشرقي للارخبيل الجمعة. والمحطات النووية معدة للتوقف عن العمل تلقائيا، ولكن انقطاع الكهرباء في المنطقة وتعطل مولدات الدعم بسبب التسونامي أدت إلى شلل أنظمة التبريد. وأدت التفجيرات الناجمة عن تسرب الهيدروجين إلى انهيار المباني التي تؤوي المفاعلين الأول والثالث، لكنها لم تسبب ضررا في الغطاء الأسمنتي والفولاذي لقلب المحرك. وقالت تبكو إن الإشعاعات داخل المحطة بلغت حدًا أقصى من 3130 مايكروسيفرت، وهذا يعني أعلى بست مرات من المستوى الذي يلزم مشغلي المحطات النووية بالاعلان عن حالة إنذار. ولكن مستوى الإشعاع انخفض إلى 431 في وقت مبكر اليوم الثلاثاء، كما قالت تبكو. إلى ذلك، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا امانو خلال مؤتمر صحافي إن احتمال تطور الحادث نحو ما يشبه تشرنوبيل أمر غير مرجح إلى حد بعيد. وقال جيمس ليون مدير قسم سلامة المنشآت النووية خلال المؤتمر ذاته: إنه ليس لدي الوكالة في الوقت الراهن أي مؤشر على حصول انصهار ممكن للوقود النووي في مفاعلات المحطة التي تضررت بسبب الزلزال الهائل والمد البحري الكاسح اللذين شهدتهما اليابان الجمعة. على الصعيد ذاته، تعرضت طوكيو أمس إلى زلزال بلغت قوته 6,2 درجات شعر بها السكان، فيما خلت المتاجر من السلع والأغذية بعد ارتفاع حمى الشراء وسط مخاوف من شح المواد الغذائية وتقلصت امدادات الكهرباء أو انعدامها في كثير من المناطق. وأعلنت الشرطة أن العدد المؤكد للقتلى والمفقودين ارتفع إلى 5 آلاف قتيل ومفقود فيما عثرت فرق الإنقاذ على حوالي ألفي جثة على سواحل مقاطعة مياغي، وأعربت السلطات عن خشيتها من تجاوز عدد القتلى لعشرة آلاف قتيل.