نتابع في المجتمعات القريبة والبعيدة على الخريطة الجغرافية شخصيات ومشاهير ينتسبون لتراب هذه الامم في مختلف الحقول العلمية والادبية والرياضية والانسانية من النوعين لمعت اسماؤهم ورفعوا علم واسم بلادهم يرفرف عالياً بين سائر الامم. ومنذ ان قرأنا السيرة الذاتية وشاهدنا فيلم عمر المختار هذا الزعيم الوطني الليبي المناضل الاشهر عربياً في الثلاثينيات الميلادية. لم نسمع او نر في العقود الحديثة الحاضرة عن آخرين يواصلون مشوار التألق الليبي، حيث انتهت علاقة الجماهيرية الليبية بأي تأثير او حضور لشخصية فذة تجرؤ ان تضع اسمها بين المشاهير في اي عطاء مؤثر يشار له بالبنان باستثناء (صولات وجولات) الزعيم الثوري المزعوم معمر القذافي الذي جعل من نفسه محور الاهتمام والاضواء الاوحد الذي لم يخلق مثله في البلاد، بما يدعيه من امتلاكه لدفة الزعامة وناصية الفكر والفلسفة والحكمة والوجاهة والخطابة، تنقل اخباره وسائل الاعلام داخلياً وخارجياً انتساباً وتمثيلاً لجموع شعب ليبيا واختزالهم في شخصه الكريم بكافة المحافل والفعاليات والاهتمامات العالمية مما يدعو الى التهكم حقاً من غرائب افعاله واقواله ومظهره؟! الذي لم يستطع ان يخدع به العقول المتفتحة القادرة على غربلة الجوهر المزيف من النفيس وتبيان الحقائق من الاباطيل في عصر الانفتاح وتبادل الثقافات والمعرفة!! لقد مضى طيلة عقود حكمه الممتدة الى الان يسيطر ويهيمن بقبضة من فولاذ بشكل منفرد على رأس الحكم والسلطة كالشمس يدور شعبه حول جاذبية قانون هذا الفلك القذافي المتسلط!! حيث حرص بدهاء وخبث على التخلص من كل الشخصيات المعارضة، تفريق وحدة القبائل، انشاء جيش من المرتزقة والمنتفعين، حرمان الشعب من مظاهر التقدم والبناء الحضاري ليتمكن من ترهيبه وترويضه، وهكذا يعيد الزمن نفسه من جديد ولاحت شرارة الفواق تستمد هذه الثورة الشعبية الليبية روحها المناضلة الابية الرافضة لطوق وذل الاستعباد ونهب الخيرات وتفرض مطالبها لتحقيق الحرية والعدالة والشرعية بإصرار وعزيمة مهما كانت التضحيات من ارواح ودماء المجاهدين حتى يتحقق لهم الخلاص. SalwaMosly.jeeran.com