(1) عندما ترى مجتمعا ما يعاني من ألف عيب وعيب في علاقاته ، وأساليب حياته ، وأشيائه اليومية .. تسأل نفسك : ما مصدر هذه العيوب ؟ عندما ترى ذلك المجتمع يعاني من شكل من أشكال « انفصام الشخصية « : يقول أشياء رائعة .. ويفعل أشياء مروعة !.. تسأل نفسك : أين يكمن الخلل ؟ هل جينات ذلك المجتمع تختلف عن جينات الانجليزي والياباني والماليزي .. لهذا تختلف اهتماماته وحجم طاقاته ومدى وعيه ؟! أم أن الاختلاف يكمن في النظام الذي يعيشه والسلطات التي توجهه ؟! (2) أؤمن أن أي مجتمع : تقوده النُخب المحيطة به.. وعندما تفسد النخب ، لا تنتظر الصلاح من عامة الناس. ولكن .. تعالوا لنقلب المسألة : هل المجتمعات الفاسدة تنتج النخب الفاسدة ؟! من منهما السبب الأول في وجود الآخر ؟ (3) هل نحن بحاجة إلى نظام الدولة لنتعلم الوقوف بالطابور ، واحترام إشارة المرور ؟ هل نحن بحاجة إلى فتوى الواعظ لنعرف قيمة الوقت ، واحترام المواعيد ؟ هل نحن بحاجة إلى كبير العائلة وشيخ القبيلة ليذكرنا بالقيم التي يجب أن نحافظ عليها ؟ هل نحن بحاجة إلى عقل آخر يفكر بالنيابة عنا – لأن « التفكير « عملية مرهقة – ويذكرنا بحقوقنا ، وحريتنا ، وأشياء أخرى .. نخالها مرة محرمة ، ومرة أخرى « عيب « ! (4) تعالوا لنطرح بعض الأسئلة الشائكة : لماذا تفزعنا مفردة « امرأة « ونرتاب من أي سطر يحتوي على هذه الكلمة ؟ لماذا نتعامل مع الأشياء حولنا بقدسية ؟! لماذا نشعر بالقلق من أي « آلة « جديدة و « فكرة « مختلفة ؟ لماذا نحن أكثر من يستفتي .. وعن أدق الأشياء ؟!.. ومع هذا نرتكب الكثير من الأخطاء ! لماذا نعتقل العقل كأنه وحش خرافي ؟ لماذا نردد عبارات غبية .. مثل : « الله لا يغيّر علينا « ؟ لماذا نتباهى بأنفسنا دون أن نقف لحظة لنسأل : ما هو ترتيبنا بين الأمم ؟! (5) لكي تحصل على الإجابة الرائعة عليك أن تبتكر السؤال الأروع . وعليك – أولا ً – أن تبحث عن السؤال الصحيح .. السؤال الذي يفتح ألف نافذة في جدار العقل ويحرّك ماء البحيرة الراكد . هل هنالك « بحيرة « أصلا ً ؟!!