أتفهّم جيدًا الأسباب التي دعت مخرجنا الكبير الفنان عبدالله المحيسن يرفض عرض فيلمه (ظلال الصمت) في مهرجان الأفلام الآسيوية الذي أقيم في جدة قبل أيام. فهذا المهرجان ليس مهرجانًا بالمعنى الذي يحمله هذا الاسم، وإنما هو ملتقى للقناصلة الآسيويين وعائلاتهم، يجتمعون فيه سنويًا لقضاء وقتًا من الترفيه البريء، وفي نفس الوقت يشاهدون بعض الأفلام السينمائية التي تنتجها الدول الآسيوية، وهذه الأفلام هي أفلام وثائقية عن الدول الآسيوية، وأفلام أخرى سياحية لتشجيع السفر والسياحة إلى آسيا، وليس هناك مهرجان سينمائي كما قد يدور في ذهن البعض، ولذلك جاء رفض مخرجنا الكبير، لأنه من مخرجينا وفنانينا الرواد ولا يقبل بعرض أفلامه في أماكن غير مهيأة أو غير لائقة للعروض السينمائية، فهو يشارك بأفلامه المميزة في مهرجانات ومحافل عالمية، فهل يقبل بعرض أفلامه في «حوش» فيلا.. حتى وإن كانت فيلا قنصل أو سفير! بالإضافة إلى أن المهرجان ليس فيه تنظيمًا بمعنى التنظيم، ودعوات حضوره فيها مجاملات كثيرة. وكما قال الأستاذ عبدالله المحيسن في «الأربعاء» الأسبوع الماضي: «كان احتجاجي على المكان والطريقة التي يقام فيها المهرجان، وسبق وأن أرسلت خطابًا أوضحت فيه موقفي من المهرجان، كما أن أسلوب العرض لا يليق بشبابنا السعودي، وليس تكريمًا للعمل الفكري السعودي، حتى انني تفاجأت بالخبر الذي يشير إلى أنه سيتم عرض فيلمي في نادي القناصل دون علم أو إذن مسبق مني، كما أنني أردت إيصال كلامي للمسؤولين عن المهرجان، لأنني محتج على طريقته ومكانه والأسلوب الذي يقام فيه، والذي لا يقدّر علاقة وقيمة المملكة بهذه الدول، فهذه الدول تتنقل بالسعوديين من بيت سفير إلى بيت سفير آخر.. أليس هذا مخجلًا؟ وأنا ليس همي أن يُشاهد فيلمي، المهم عندي هو قيمة بلدي وفكرها، ففي رأيي أنه ليس شيئًا لائقًا أن يأتي عدد قليل من الناس ليشاهدوا فيلمي في بيت سفير». كلام منطقي من رائد كبير، ففعلًا -كما ذكر- «ليس المهم أن يشاهدوا فيلمي بل المهم قيمة بلدي وفكرها». وأنا أود أن أعرف من الذي وضع اسم فيلم مخرجنا المحيسن في جدول المهرجان دون إذنه أو علمه، هل كانوا يعتقدون أنه سيطير فرحًا ويجري فورًا للمهرجان والفيلم بيده! إذن هم لا يعرفونه. أحيّي فناننا المحيسن على رفضه وأيضًا على إيضاحه للحقيقة. وللمسؤولين عن مشاركة الأفلام السعودية في هذا المهرجان وأمثاله، عليهم المشاركة بأفلام المخرجين الشباب الذين يحتاجون إلى دعم وتشجيع، وبخاصة أن أفلامهم تتناسب مع نوعية ما يعرضه المهرجان من أفلام وثائقية وتوعوية وغير ذلك. * * * في معرض الرياض للكتاب المقام حاليًا بالعاصمة، تم تخصيص ندوة عن المسرح، أقيمت يوم أمس بعنوان «المسرح السعودي في المملكة: الواقع والمستقبل»، ولا أعرف ما الذي دعا معرض الرياض لإقامة هذه الندوة، فهي ليست من اختصاصاته، ولكن ربما لملأ الجدول ب «كم» من الفعاليات فقط، وهذا يتضح من اسم الندوة وضيوفها، فاسمها «الواقع والمستقبل»، فما دخل ضيفة من سورية (من أختارها.. ولماذا؟!!) لتشارك في هذه الندوة! وإذا كان الحديث عن «مستقبل المسرح السعودي» فكان من الضروري استضافة جمعية المسرحيين السعوديين ورئيسها بصفتهم هم المستقبل «الحقيقي» للمسرح السعودي، ولكن يبدو أن معرض الرياض أقام هذه الندوة للمجاملة، ولكنه للأسف لم يضف أي شيء، ولدينا في المملكة الكثير من الأسماء التي تستطيع التحدث عن المسرح السعودي وواقعه ومستقبله، بعيدًا عن الأفكار المكررة، والأسماء المكررة، وبعيدًا عن الاستعانة بلاعبين أجانب، فلدينا أبناء البلد والكثير من المهتمين -فعلًا- بالمسرح وشؤونه كانوا ينتظرون مثل هذه الفرصة!!. إحساس أنا ألقاكَ صباحًا ومساء في خيالي أنت يا أحلى رجاء أنت لي حلمٌ ونورٌ وهناء فمتى يقضي بلقياك القضاء