قال صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن المملكة العربية السعودية سعت من خلال استشعارها لمكانتها ودورها إلى الإسهام في إنشاء عدد من المنظمات منها الإسهام في قيام الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ورابطة العالم الإسلامي ومجلس دول التعاون الخليجي العربي وغيرها من المنظمات التي كان مبدأ الالتزام بالشرعية الدولية والنظام الدولي والتصديق على المواثيق الدولية هو المبدأ الأساسي لقيامها والمبدأ الأول للسياسية الخارجية الدولية للمملكة خاصةً وأنها من الدول الأولى التي ساهمت في قيام الأممالمتحدة. جاء حديث الأمير تركي في محاضرة ألقاها يوم أمس بجامعة جازان بعنوان «جهود المملكة العربية السعودية في دعم الاستقرار العالمي» برعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان بمناسبة حفل تدشين فعاليات الموسم الثقافي الرابع لجامعة جازان. بدأ الفيصل حديثه بالتهنئة بعودة خادم الحرمين الشريفين سالمًا معافى إلى أرض الوطن، كما قدم شكره للأمير محمد بن ناصر على رعايته لهذه المحاضرة، كما قدم شكره لمعالي مدير جامعة جازان الدكتور محمد بن علي آل هيازع وللعاملين في الجامعة على دعوتهم له للمشاركة في فعاليات الموسم الثقافي الرابع الذي تنظمه الجامعة، وقال: «إنه لمن دواعي سروري أن أقف في هذا الصرح العلمي والتقي معكم ومتحدثًا أمام من لهم باع طويل في الثقافة والأدب والفكر، كما أن حضوري إلى جازان يعد فرصة لمشاهدة ما وصلت إليه التنمية في هذه المنطقة والتي كانت بعد توفيق الله بجهود ملك هذه البلاد الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي بيّن في زيارته التي قام بها لهذه المنطقة عام 1426ه بأن مسيرة التنمية تأخرت في جازان ونحن عاقدون العزم على اختصار المراحل ومسابقة الزمن لإعطاء منطقتكم حقها من التنمية والتطور». وأضاف: «أن لجامعة جازان دور هام بالرغم من عمرها الزمني القصير في مسيرة التنمية أيضًا في هذه المنطقة، وما سمعته اليوم عن جامعة جازان هو أمر مشرف للغاية». وبيّن الفيصل أن جميع دول العالم تسعى إلى عكس أهميتها الطبيعية على كافة الميادين، وذلك بما يحفظ أمنها ويلبي طموحها، والمملكة واحدة من هذه الدول التي لا تختلف عن هذا الشأن حيث قامت في منطقة جغرافية هامة في أرض الجزيرة العربية التي هي مهد العرب، وحباها الله بمقدرات كبيرة، ولقد كانت للظروف التي عاشتها الجزيرة العربية قبل توحيد الملك عبدالعزيز دور مهم في جعل الأمن والاستقرار هما العاملان اللذان تسعى إليهما المملكة، وتعتبرهما أساس للتنمية، وهو الهدف الذي تحقق فعلًا، وأكد على أهمية الحفاظ على هذا الاستقرار الذي تشهده المملكة اليوم في كافة المجالات بل هو المطلب الأول. كما أكد الفيصل على أن المملكة كانت سباقة في احتواء كثير من النزاعات والخلافات العربية والعالمية، وبيّن أن ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من دعم لحوار الأديان وحوار الثقافات دليل على حرص المملكة لكي تعمل على دعم الاستقرار العالمي بكافة أطرافه ومن منطلق التعايش السلمي بين البشر، مؤكدًا على أن استقرار بلدنا له دور هام في الاستقرار العالمي والإقليمي وله أولوية وعلينا مسؤولية كبيرة في تحصين أنفسنا وذواتنا ومناطقنا ومراجعة سياساتنا ومواقفنا فكل ذلك من شأنه أن يرسخ تعاملنا مع كل الظروف المحيطة بنا هذه الأيام. وختم الفيصل حديثه بأن الدور الأكبر على الجامعات هو درء أي تحدي يهاجم هذا الوطن في أمنه واستقراره، فالأمر يمتد إلى الإسهام في الأمن والاستقرار الإقليمي خاصة وأن التحديات الخليجية بقدر ما هي أمر دولي فإن مسؤوليتنا كبيرة في الحفاظ عليه ويقع أولًا على دول هذه المنطقة وشعوبها. وعقب المحاضرة تم توقيع اتفاقية تعاون مشترك بين جامعة جازان ومركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، ثم تسلم مدير الجامعة الدكتور محمد آل هيازع هدية تذكارية من الأمير تركي الفيصل بن، كما سلمه هدية تذكارية من الجامعة. وقال الدكتور آل هيازع في كلمته بالحفل: «نرحب بسمو أمير المنطقة وسمو الأمير تركي الفيصل والحضور ولا شك أن تدشين الموسم برعاية سمو أمير المنطقة وبمحاضرة الأمير تركي الفيصل يمثلان دعمًا مهمًا لمختلف البرامج والنشاطات التي تنفذها الجامعة في موسمها الثقافي الحالي». وأشار إلى أن تنفيذ الموسم يأتي تأكيدًا لدور الجامعة في خدمة المجتمع في مختلف المجالات الثقافية والاجتماعية والتعليمية وغيرها للقيام برسالتها في خدمة المجتمع.