افتح أي كتاب، وأنظر إلى أول صفحة على اليمين سوف تجد العبارات التالية -إلا ما ندر- : - حقوق الطبع والنشر محفوظة. - ممنوع النسخ والاقتباس والتصوير. - سوف تتعرض للمساءلة القانونية في حال استخدامك للكتاب بطريقة غير مشروعة. وأعتقد أنه لم يتبق إلا أن يكتب إقرأ الكتاب مرة واحدة فقط، ولا تعره أو تهديه لغيرك. وللأسف ظهرت هذه الأمور في عصرنا الحديث، عندما فشت المادة، والتهمت عقول التجار لتتحول إلى عقول حتى الكتاب فتحرقها بحروف قد تدر أربحاً أكثر من الذهب. المهم أن الطمع وصل حتى لمن هم في حقل العلم والمعرفة، والفكر والكتاب، فتشكل في أسعار مرتفعة للعديد من الكتب، مما تسبب في حرمان الكثير من القراء في الاستفادة منها بسبب ثمنها الباهظ. من الطبيعي أن يكون للمطابع حصة معقولة على ما ينشر نظير ما تتكبده من تكاليف الطباعة، ومن حق الكاتب أن يحصل على أجر، جراء ما ناله من عناء السطور، وتلقيح الأفكار.. ليس هذا ما أشكو منه بل؛ أشكو ممن يجعل من كتابه وإصداره سلعة تجارية يزيد بسعرها وينقص على حسب السوق، لا يهمه إيصال ثقافة إلى شعب، ولا دين إلى عطشى يبحثون عنه. هل من المعقول أن يصل سعر كتاب من 200صفحة إلى أربعين ريالا، وهو لم يكلف دار النشر سوى 10 ريالات تقريباً تكاليف طباعة، وخمسة ريالات تكاليف النشر تقريباً، لنقل أن المجموع عشرون، يعني أن الربح هو نصف قيمة الكتاب 50% . لا أريد أن أقول بأن المسألة قد تحولت إلى تجارة للكتب، يشارك فيها كتاب ومؤلفون لأغراض تجارية بحتة؛ بل إن المسألة أصبحت تجارة عالمية تنظم، وتوزع إلى جميع أنحاء العالم.. لننظر إلى كتب علمائنا الأوائل ابن القيم وابن تيمية والنووي لا يكاد تخلو منها مكتبة أو بيت أو جامعة؛ يا ترى هل نسوا حقوق الطبع والنسخ، أم أنهم اعتبروها علما ومعرفة لا بيع وشراء.. وأختم بهذه الذكرى: في السابق كانت معارض الكتب مشهورة برخص مبيعاتها للكتب حيث يحصل فيها تخفيضات وخصومات لأسعار الكتب ترغيباً بالشراء.. لكن اليوم؛ انتقلت انفلونزا الاتجار بالكتب حتى إلى هذه المعارض ولكن بشكل منظم، ومتكتك، ومصحوب بأبهى الإعلانات، فهل من سامع؟ وهل من مجيب؟ . عبد العزيز جايز الفقيري - تبوك