تعتبر معارض الكتب في عواصم العالم المختلفة مراكز ثقافية تتيح للجماهير نقلة معلوماتية نوعية ، في مراكز الكتب يُعنى عادة بترغيب الجماهير في القراءة بمختلف أهدافها ،ومساعدتهم عليها باختيار أنواع معينة من الكتب. مناسبة الحديث عن ذلك ، الفوضى التي حصلت ب»معرض الرياض الدولي للكتاب» في الأيام الماضية ،و بالتحديد الفوضى التي أحدثها ما أطلقت عليهم الصحافة لقب «متشددين « وصحف أخرى أطلقت عليهم «محتسبين « ، حيث نشرت صحيفة عكاظ أنه تم (وقوفهم لما يقرب من ساعة ونصف أمام جناح التلفزيون السعودي، و لقد طلبوا من إحدى ضيفات برنامج تلفزيوني ومذيعته بمغادرة المكان) في حين أكدت صحيفة الوطن ب( تجمع المتشددين خارج المعرض، مهددين بأن ما سيحدث غداً سيكون أعظم) . بالتأكيد أنَّ ما قام به هؤلاء المجموعة لا يمت بصلة إلى الاحتساب الحقيقي أو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، حيث أن المناصحة في السر وبالحكمة هي الاتجاه الصحيح . يقول سفيان الثوري: «ينبغي للآمر الناهي أن يكون رفيقاً فيما يأمر به، رفيقاً فيما ينهى عنه، عدلاً فيما يأمر به، عدلاً فيما ينهى عنه، عالماً بما يأمر به، عالماً بما ينهى عنه « ويقول الحق تبارك وتعالى : قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } . لابد للجهات المسئولة أن تقوم بإصدار عقوبة مطلقة لمن يقوم بإحداث الفوضى تحت اسم الاحتساب ، فالجهة المسئولة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» هي الجهة الوحيدة المخولة رسمياً بإيقاف أو التدخل في المخالفات بالأحداث الرسمية ، وما عداها من الأفراد لا يحق لهم ترويع الزوار . [email protected]