أكد رئيس الوزراء المصري المكلف الدكتور عصام شرف أن “ميدان التحرير هو مصدر الشرعية” في مصر الآن وذلك في كلمة مقتضبة في ميدان التحرير بقلب القاهرة أمس وسط مظاهرات حاشدة وترحيب بالغ به، وبعد أن تمكن من الوصول إلى منصة أعدها القائمون على تنظيم المظاهرة، وجه الدكتور عصام شرف عددا من الرسائل القصيرة للجموع، كان أولها تقديم الاعتذار عن الصلاة خارج الميدان بسبب الزحام. ووجه رئيس الوزراء المكلف الذي يحظى بقبول شعبي واسع النطاق بين المصريين، تحية "للشهداء وتحية لآلام المصابين وتحية إجلال وتقدير لأهالي الضحايا ثم تحية خاصة لكل من ساهم وشارك في هذه الثورة (الشعبية)". ووعد شرف ببذل كل جهده لتنفيذ مطالب شباب الثورة قائلا "أتيت هنا لأن ميدان التحرير هو مصدر الشرعية وأعد ببذل كل جهدي لتنفيذ مطالب الشباب وستجدوني بينكم إذا لم أنفذ ما وعدت به". ودعا عصام شرف لإعادة بناء مصر "ماقمتم به عظيم جدا والأعظم هو بناء البلد مرة أخرى"طالبا من الشعب مساعدته ووجه شرف كلمة لأجهزة الأمن المصرية قال فيها :"أتمنى أن تكون أجهزة الامن خادمة للوطن وأرجو من الجميع المساعدة على ذلك" في مسعى منه لإحلال صلح بين الشعب المصري وجهاز الشرطة، وأعقب ذلك طلب من شرف بالوقوف حدادا لمدة دقيقة على أرواح "شهداء الثورة، واختتم رئيس الوزراء كلمته بتكرار تعهده مرة أخرى بالتنحي حال عجزه عن إنفاذ ما وعد به "أنا أستمد أهدافي منكم ولو عجزت عن تحقيقها فسأكون بينكم" وقد قابل المتظاهرون كلمة رئيس الحكومة الجديد بالتصفيق والتهليل مطالبين بأخذه خطوات قوية من اجل الإصلاح. وكان قد احتشد ما يقرب من 50 ألف مواطن مصري أمس الجمعة في ميدان التحرير بقلب القاهرة فيما يعرف بجمعة الإصرار رافضين شعارات تطالب بسرعة إسقاط رموز النظام السابق وإنهاء حالات الطوارئ وخروج المعتقلين السياسيين ولأول مرة تحدث انقسامات داخل ميدان التحرير ما بين مؤيد ورافض لتلك المظاهرات الاحتجاجية ، حيث يري الرافضون ضرورة إنهاء تلك المظاهرات خاصة بعد تحقيق أكثر من 80% من مطالب الشعب بما فيها إسقاط رأس النظام نفسه ، مؤكدين أن إنهاء المظاهرات ستؤدي إلى عودة الحياة الاقتصادية مرة أخرى ، بينما يرى المؤيدون للمظاهرات أن إخلاء الميدان يعد خيانة للشهداء، مطالبين بسرعة سقوط كافة رموز الحزب الحاكم السابق. وطالب جورج إسحاق منسق حركة كفاية بإعطاء فرصة للحكومة الجديدة من اجل بناء مصر مؤكدا ان استمرار المظاهرات سوف يأتي بصورة عكسية علي الوضع الاقتصادي مطالبا بضرورة عودة الحياة إلى الشارع المصري واستئناف الدراسة في الجامعات والمدارس وعودة الأمن بكامل طاقته إلي الشارع. وكانت قد أعلنت أمس"الأول" "الجمعية الوطنية للتغيير التي تضم حركات "شباب 6 إبريل والعدالة والحرية والإخوان والجبهة ودعم البرادعى في بيان لها على إلغاء المسيرات التي دعوا إليها باتجاه ميدان التحرير، وأخرى باتجاه مجلس الوزراء، مع تحويل الدعوة إلى احتفال بالميدان مع رفع لافتات بباقي المطالب. وقد رفضت الجمعية الوطنية للتغيير المظاهرة تقديراً للمجلس الأعلى للقوات المسلحة في أعقاب قراره قبول استقالة رئيس الوزراء الدكتور أحمد شفيق وتكليف الدكتور عصام شرف وزير النقل الأسبق بتشكيل الحكومة الجديدة،الأمر الذي أدى إلى حالة من الارتياح بين جموع الشباب،حيث أعربوا عن ثقتهم في الدكتور شرف المكلف،وقدرته على تشكيل حكومة جديدة تستطيع قيادة سفينة التنمية في مصر خلال المرحلة المقبلة. وقال بعض الشباب الموجود في الميدان نحن " لا نعشق التظاهر والاعتصام ، لكننا مازلنا نطالب بتحديد جدول زمني لتحقيق باقي مطالب الثورة "منها إنهاء حالة الطوارئ والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين،ومحاسبة كافة المتورطين من الداخلية والبلطجية عن قتل 365 شهيداً وإصابة 5 آلاف مواطن مصري،وحل جهاز أمن الدولة”. مؤكدين أن إجراء انتخابات برلمانية في يونيو المقبل لن يحقق الديمقراطية ومن شأنه أن يأتي بمجلس شعب مشوه، مطالبين بإعطاء فرصة للأحزاب في تهيئة وضعها استعداداً للانتخابات البرلمانية ، وإنشاء مجلس رئاسي قبل الانتخابات البرلمانية.