آخينا زعفرانة البحر وهي تخرج عن خبيئة الجبل تزخرف مخيلة الغابة وتمنح الغريب وردةَ الليل آخينا الماء بزرقته القانية وهذيانه الناضج نغسله بمراراتنا القديمة فيتفجّر في أعطافنا حنين الوحشة نخبئ أفئدتنا المرتعشة تحت القمصان والأغطية وضراوة الثلج مثل ذئاب متوحدة نخفيها في آبار الذاكرة لئلا تفضحنا بنشيجها المكبوت جئنا بأكثر الأعضاء رهافة لننساك لننسى نسيانك فتشهق بنا جمرة القلب تلامس حواسنا الشجرة ذاتها الغابة ذاتها والهواء الشفيف ذاته هذا هو إذن الفضاء الذي ازدحم بك الخضرة التي شغرت من أجمل كائناتها بعد رحيلك جئنا نؤاخي غابة ثاكلة بعدك لننساك لننسى نسيانك فتشهق بنا الأفئدة كمن يطلق الريح في جمرة النص جئنا رحيلاً من جنة الأعالي نحو السواحل المأهولة بنحيب القواقع واحتدام الموج من سواد البلاد المكتظة بتاجات النخيل والمياه القديمة نحو الجزر الموشحة بأهداب النيازك المشحونة بالمرارات جئنا نسأل المنتجع علاجًا لنسياننا