“الشعب يريد الحق في الحياة.. الشعب يريد وشاء الإله.. الشعب يريد العدالة وطنًا.. وصوت الشعوب طريق النجاة”.. هذه بداية كلمات الأغنية الجديدة التي انتهى الموسيقار العراقي نصير شمة من تسجيلها قبل أيام في أستديوهات القاهرة مع الموزع الموسيقي عمر حمدي وهي من ألحان شمة وكلمات الشاعر المصري وائل السمري. وقال الفنان نصير شمة: «أغنية ((الشعب يريد)) أهديها لكل الشعوب العربية المنتفضة وكل الباحثين عن الحرية في أنحاء العالم وهي صرخة تعبّر عما في داخلي تجاه الشعوب التي لم تنتفض رغم تعرضها للظلم والقمع سنوات طوال وهي تحية لكل الشعوب التي بادرت للحصول على حقها في العيش بكرامة وحرية». وأوضح شمة أنه يتابع عن كثب التطورات القائمة في الشارع العربي المنتفض حاليًا، مشيرا إلى أن شرارة تونس التي اتسعت بقوة من مصر ووصلت إلى اليمن والبحرين وليبيا وأخيرًا العراق سوف تستمر (حسب رأيه) لأن تلك الشعوب تستحق حياة أفضل مما يوفرها لها حكامها حاليًا”. وأشار إلى أن الطلبات التي رفعتها الشعوب لم تكن تعجيزية، فالشعوب تريد “عدالة وحرية وفرص متساوية” وكلها مستلزمات الحياة لكنها تواجه بالفساد الموجود في كل دول العالم وليس المنطقة العربية وحدها كون الفساد صفة بشرية فلا أعتقد أن الحيوانات تفسد ربما تقع في الفساد إذا عاشرت البشر لكن فطرتها لا تعرف الفساد أبدًا. وتابع نصير شمة أن “مقدرات الشعوب العربية العظيمة بالمليارات وكم من طاقات عظيمة أهدرت على مر الزمن وكم من الرموز العرب باتوا علامات مضيئة في دول غربية هاجروا إليها رغم أنهم خرجوا من تربة هذا الوطن بكل جمالياته بعيدًا عن التقسيمات الطائفية أو الدينية”. وسجل الموسيقار العراقي الأغنية الجديدة (الشعب يريد) بصوته، لكنه استدرك قائلًا: “لن أغني ولا أنوي التحول إلى مطرب لكني أبحث حاليًا عن مطرب محترف يقدم الأغنية بصوته وإن كنت بدأت العمل على طرحها على عدد من القنوات والإذاعات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل فيسبوك الذي بات أحد أبرز مشكلات الحكام في العالم”. الجدير بالذكر أن ثورات الشعوب العربية حاليًا، والتي يشهدها عدد من الدول العربية، أعطت مجالًا خصبًا وواسعًا لإعادة تقديم وتلحين الأغنيات الوطنية العربية التي تعبّر عن “صرخات” في دواخل الكثير من الشعوب. من الأغنيات الجديدة التي تم الانتهاء من تجهيزها أغنية من كلمات الشاعر الفلسطيني الراحل إبراهيم طوقان بعنوان “وطن يباع ويشترى” سوف تقدمها الفرقة الوطنية الفسطينية للموسيقى العربية وقام بتلحينها عضو الفرقة خالد صدوق الذي سبق وأن لحن عدة قصائد للشاعرة الفلسطينية الراحلة فدوى طوقان والشاعر عبدالرحيم محمود. وكانت الفرقة الوطنية الفسطينية للموسيقى العربية قد أحيت قبل أيام أمسية فنية في مدينة رام الله بفلسطين عزفت وغنت فيها باقة من القدود الحلبية العربية وقدمتها الفرقة هدية إلى مفجر ثورة تونس بوعزيزي وباقي ضحايا ثورات تونس ومصر وليبيا. وقال الموسيقار رمزي أبو رضوان مؤسس الفرقة: “كنا نود أن ندع الموسيقى تتحدث في هذه الأمسية ولكن اسمحوا لي أن نهدي هذا العرض الذي يجسّد جمال العالم العربي والحب إلى شهداء تونس ومصر وليبيا الذين يخلصون شعوبهم من الظلم.. إلى محمد بوعزيزي”. وقدمت الفرقة على مدار ساعتين مجموعة من الأغاني القديمة (القدود الحلبية) من ألحان صباح فخري وعمر البطش وسيد درويش وبكري الكردي.