مثل شلاّلات نياجرا التي تحطُّ من عَلٍ، حطّت ملايين الريالات على ميزانية أمانة جدّة، وهي أكثر من كافية للقضاء على البعوض، ورغم أنف ذلك، لا زالت ملايين وملايين من البعوض تسْرح وتمْرح بطنينها السيمفوني الجميل!. أنا أحْلِفُ أنّ هناك 5 بعوضات على الأقل لكلّ مواطن في جدّة، الأولى في سمائه، والثانية من بين يديه، والثالثة من خلفه، والرابعة عن يمينه، والخامسة عن شِماله، تنتظر ساعة الصفر، أو الانقضاض عليه، وكلّ بعوضة هي أحد نوعين: 1- عادية.. تكتفي بمصّ دم المواطن، تاركةً توقيعها الكريم على جسمه، ممّا يُشْبه الحبّة التي (طِلْعَتْ) على لسان الزميل محمّد الرطيّان، فجعلته ينطق كلمة (حُريّة.. حُليّة)، وبلونها الأحمر الشبيه بلون ورود عيد فالانتاين الذي احتفل به بعضُ بني جلدتنا مؤخرًا!. 2- غير عادية.. تُسبّب حُمّى الضنك، وأنتَ وحظّك يا مواطن!. هذا المواطن الجدّاوي، ماذا يفعل لِيَقِي نفسه وأهله البعوض؟ لقد وجّهته الأمانة من بُرْجها العاجي بأن يُركِّب شبكًا على نوافذ بيته، ففعل، وأن يُغْلِق (بزابيز) بيته، ففعل، وأن يشفط بيّارته، ففعل، وأن يُركّب تكييفًا بلا تكثيف مائي، ففعل، وأن يُحْكِم غلق خزّان مياه بيته، ففعل، وأن يستخدم مُبيد الناموس، ففعل، وأن ينام داخل ناموسية، ففعل، وأن ينام (مُفرْصع) العينين لعلّ البعوض يخاف منه، ففعل، والشيء الذي لم يفعله هو ما تفعله الأمانة، إذ تُجفّف وترشّ المستنقعات -مكامن البعوض- بعد نشوئها، لكن في أحياء ال (VIP)، أمّا الأحياء الأخرى فيا ليل ما أطولك؟ قد تحِنّ عليها إذا حطّت شلاّلات نياجرا أخرى، عفوًا، أقصد ميزانيات أخرى، وآخٍ منَّك يا بعوضة!!. [email protected]