* عندما كتبت مقالي ليوم الأربعاء الماضي بعنوان: «انتهازية الإخوان» كنت أعلم علم اليقين أن البعض من المؤدلجين ومن هم مع الخيل يا شقرا سيختلفون معي، وسوف تستفزهم المقالة لا لشيء إلا لأنهم لم يتعودوا على سماع الرأي الآخر، فقد سدوا آذانهم وأقفلوا عقولهم وأعموا أعينهم عن رؤية غير ما لقنتهم إياه جماعة الإخوان المسلمين من بروبجندا ولأن بعضهم بحق لا يعرف أكثر مما يسمعه من هذا وذاك. * وللحق أقول إنني في كل كتاباتي، وحتى محاضراتي في الجامعة، أؤمن بالاختلاف، وأعرف أن لكل إنسان الحق في عدم الاقتناع بما أقول، فلا يوجد في يقيني حقيقة ثابتة غير قابلة للجدل سوى وجود الحق سبحانه وتعالى، والقرآن الكريم، أما غير ذلك فقابل للأخذ والعطاء والرد والاختلاف. ولهذا سأورد بعضاً من الردود التي وصلتني على مقالي، والتي تم نشرها في موقع الجريدة الإليكتروني لأترك للقراء الكرام معرفة نوعية مؤيدي الجماعة وطريقة تفكيرهم. * قارئ رمز لاسمه بعبدالله (2) يقول: «كاتب آخر يروّج لكذبة لم تثبت بعد ولم يوثقها أحد، فقط خيالات تعشش في أذهان أصحابها. العربية (يقصد القناة الفضائية) تراجعت عن الخبر ووائل غنيم يمدح الشيخ القرضاوي في تويتر والشيخ أكد أنه لم يكن معه حراس أصلاً.. وأنتم مصرون على نسج خيالات لا أساس لها». * وقارئ آخر ليس لديه الشجاعة لإيراد اسمه يقول تحت لقب مستعار مسلم سعودي: «دكتورنا الفاضل: هل تصدق أني عندما كنت اقرأ مقالك شعرت أني اقرأ أدبيات القرن الماضي. معقول عاد دكتور بحجمك مازال يخاف من الإخوان بعد كل طروحاتهم الجديدة. يا راجل حتى الأمريكان يخجلون يقولوا مثل هادا الكلام. يا عمي إحنا الآن نعاني من الإسلاموفوبيا، تيجي انت وترسخها. ترى ما أحد أنقذ أولاد الفيس بوك في التحرير من النحر إلا شباب الإخوان. وإلا عشان جماعتنا هاجموهم تقوم انت تهاجمهم. يعني بربك إسلامهم يخوف ويرهب كإسلام بعض الناس المؤدلجين حوالينا.. يا راجل اقرأ أكثر الله يرحم والديك قبل أن تكتب، ترانا صرنا نقرا بره وجوه وصرنا نعرف الفرق وتراها تفرق كتيير. والا أقلك خليك في هل تعلمين. هل تشعرين.. اصرفلك». ثم يختم رده برجاء: «أرجو من المراقب نشر ملاحظتي عاد مو عشان الدكتور يشتغل في الجريدة تعملون حجز للي ما يوافق معاه». * رغم عامية الرد الأخير والتي تسيء إلى اللغة العربية كثيراً، لم أتدخل كثيراً في تعديل اللغة، كما أن الزملاء في الموقع الإليكتروني حققوا أمنية القارئ الخفي، فنشروا كامل رده بدون تعديل أو تزويق، وهذا يؤكد على مهنيتهم وحرفيتهم ويلغي ذهنية التشكيك التي تسيطر على القارئ وآخرين أمثاله. أقول وأكرر انني أحترم كل فكر حتى وإن كان سطحياً، كما أحترم كل اختلاف معي حتى ولو لم يكن مهذباً، وذلك لإيماني بأن كل رأي إنما هو مرآة لصاحبه سواء في تكوينه المعرفي أو اتجاهاته الفكرية أو نفسيته التي ربما تكون مضطربة أو مزدوجة أو بغير هوية. وأترك تقدير ما كتبت وردود القارئين الخفيين للقراء فهم الأقدر على معرفة نوعية مؤيدي الإخوان الذين لا يقبلون باختلاف الآخر معهم على الإطلاق، رغم ادعائهم الانتساب إلى دين يحترم الآخرين وأفكارهم ولكنها العقلية الانتهازية التي تعمي أصحابها عن رؤية الحق.