اكدت منظمة هيومن رايتس ووتش امس نقلا عن مصادر طبية ان 173 شخصا على الاقل قتلوا في ليبيا منذ بدء حركة الاحتجاج على نظام الزعيم الليبي معمر القذافي الثلاثاء.وقال توم بورتيوس مدير هيومن رايتس ووتش في لندن ان "هذه حصيلة لا تزال غير مكتملة وضعت استنادا الى مصادر طبية جرى الاتصال بها في شرق ليبيا" في اربع مدن احداها بنغازي.واضاف "هناك ايضا عدد كبير من الجرحى"، من دون ان يتمكن من تحديد عددهم.واوضح انه "استنادا الى مصادر طبية في ليبيا فان الجروح ناجمة عن اصابات بالسلاح الثقيل". فيما ذكر مصدر رسمي ليبي رفيع المستوى أمس ان مفاوضات جارية مع متشددين يهددون بقتل رجال امن ومواطنين يحتجزونهم في بنغازي. وقال شهود في مدينة بنغازي بشرق ليبيا إن قوات الأمن انسحبت الى مجمع حصين بوسط المدينة وإن أفرادها يطلقون النار على العائدين من دفن المحتجين الذين قتلوا في الأيام السابقة. وذكرت “هيومان رايتس ووتش” إنها رفعت عدد القتلى بعد أن كان 84 الى 104 بعد مقتل 20 آخرين على الأقل في بنغازي امس الاول، وذكرت أن عدد القتلى الذي تم جمعه من مقابلات مع شهود ومسؤولين بمستشفيات "متحفظ"، فيما لم تعلن الحكومة الليبية عن اي اعداد للخسائر البشرية او تعلق رسميا على أعمال العنف، غير ان طبيب بمستشفى في بنغازي قال أن الضحايا أصيبوا بجروح بالغة من بنادق سريعة الطلقات. وقال محللون إن من المحتمل ان تجري مفاوضات بين الزعيم الليبي معمر القذافي وشيوخ القبائل بشرق البلاد وتم إرسال رسالة نصية في وقت متأخر امس الاول لمشتركي الهاتف الجوال بليبيا لمحت الى نهج اكثر ميلا للمصالحة. وجاء في الرسالة أن جميع المواطنين والشبان في بنغازي ومن قتلوا بين المدنيين والشرطة هم ابناء ليبيا وأنه يكفي ما حدث وناشدت وقف إراقة الدماء. وفي طرابلس، تجمع امس عدة آلاف من مؤيدي القذافي بالساحة الخضراء بالمدينة، ورددوا هتافات مؤيدة للزعيم الليبي. وقالت وكالة الأنباء الليبية إن بعض المدن شهدت حوادث نهب وحرق عمد وأضافت أن هذا “من تدبير شبكة اجنبية تدربت على كيفية إحداث الاشتباكات والفوضى لزعزعة استقرار ليبيا”. ويقول مراقبون للاوضاع في ليبيا ان الوضع مختلف عن مصر لان القذافي يملك سيولة نقدية نفطية للتغلب على المشكلات الاجتماعية. كما ان القذافي لايزال يحظى باحترام في معظم ارجاء البلاد. وقال السير ريتشارد دالتون الذي كان سفيرا لبريطانيا في ليبيا لصحيفة اندبندنت "سيجد القذافي ان من الصعب تقديم تنازلات من اجل البقاء. اعتقد ان موقف النظام الليبي هو اما كل شيء واما لا شيء." وقال احد سكان بنغازي ان وجود قوات الامن قاصر على مجمع يطلق منه القناصة النار على المحتجين. واضاف ان الوجود العسكري الوحيد في بنغازي يقتصر الان على مجمع مركز القيادة في المدينة “وانه تم تحرير باقي المدينة”، مضيفا ان آلاف الاشخاص تجمعوا امام مقر محكمة بنغازي وان كل مكاتب الحكم المحلي ومراكز الشرطة في المدينة احرقت. كما اكد مصدر رسمي ليبي انه تمت السيطرة فجر امس على محاولة لتخريب واشعال آبار نفطية جنوبطرابلس واعتقال ستة ليبيين، في عملية ادت الى اصابة رجلي امن بجروح. واوضح المصدر ان «مجموعة من الاشخاص العاملين في حقل سرير النفطي قامت بحرق مبنى اداري للحقل وتخريب مقر اللجان الثورية (الحرس الليبي القديم) ومبان خدمية، من مطعم ومنامات». من جهته اعلن رئيس تحرير صحيفة قورينا الليبية رمضان البريكي ان متظاهرين مناهضين للسلطات اقتحموا مكاتب صحيفة قورينا المقربة من سيف الاسلام ابن الزعيم الليبي معمر القذافي.وقال ان "عشرة اشخاص اقتحموا مكاتبنا وطلبوا منا مغادرة المكان". وقدمت هذه الصحيفة خلال الايام القليلة الماضية تغطية وافية للاحداث التي تهز عدة مناطق ليبية وخصوصا مدينة بنغازي وفى سياق متصل حث رئيس الوزراء البريطاني وليام هيج ليبيا في اتصال هاتفي مع سيف الاسلام القذافي على بدء حوار مع المحتجين المناهضين للحكومة وتنفيذ اصلاحات. وابلغ هيج سيف الاسلام ان قمع ليبيا للمتظاهرين غير مقبول وسيثير ادانة عالمية. أما وزير الشؤون الاوروبية في فرنسا لوران فوكياز فاعتبر ان اعمال القمع العنيفة التي تقوم بها السلطات ضد المتظاهرين في ليبيا "غير مقبولة" و"مفرطة بالكامل". سوزان رايس سفيرة واشنطن لدى الاممالمتحدة قالت إن واشنطن تشعر بقلق عميق ازاء الانباء التي تفيد بأن قوات الأمن في ليبيا والبحرين تستخدم القوة ضد الناشطين المؤيدين للديمقراطية. واضافت "لا مجال للعنف ضد المحتجين المسالمين."