كلنا تابعنا من خلال الإعلام أمطار جدة الأخيرة وشاهدنا بحزن عميق الكوارث، التي خلفتها الأمطار والسيول من هدم وغرق وتلفيات أسأل الله عز وجل ألا يعيد تلك الأيام الخوالي إلا بكل خير. ورغم ما حدث فمن وجهة نظري أن تلك السيول والأمطار لم تترك أضرارا فقط بل تركت جانبا مشرقا فقد تركت مثالا على روح التآخي والتعاون والتلاحم تمثلت عندما هب أفراد الدفاع المدني لإنقاذ المحتجزين والمحاصرين وتلبية نداء المحتاجين بكل ما أتيح لهم من وسائل يعاونهم في ذلك أفراد الشرطة والمرور وسلاح الحدود وأفراد من الجيش. ورأينا رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يمدون يد العون من خلال تسخير آلياتهم في نقل المصابين ومعاونة رجال الدفاع المدني ورأينا محتسبي الجمعيات الخيرية يوزعون الأغذية والمساعدات على المحتاجين ورأينا الفنيين من شركة الكهرباء يواصلون الليل بالنهار للمسارعة بإعادة التيار حتى لا يظل الناس في الظلام الدامس ورأينا الفتيان من شبابنا -بارك الله فيهم- شمروا عن سواعدهم واستغرقوا الساعات الطوال في تنظيف وإعادة ترتيب المنازل والمساجد المتضررة التي دخلتها السيول حتى إخواننا من الوافدين المتعاقدين أسهموا بكل ما يستطيعون الإسهام به في مساعدة المتضررين من إخوانهم سكان جدة لأننا في الأساس إخوة مسلمون نذكر بعضنا في الشدة كما نذكر بعضنا في الرخاء، قال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر)، وقال صلى الله عليه وسلم: (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه). رزيق شتيان الحربي - رابغ