كثيرا ما تصنف عمليات التجميل التي تضج بها غرف العمليات في العالم بأنها محرمة شرعا كونها تغييرا في خلق الله ، و التغيير هنا هو استعمال الشيء في غير مكانه أو في غير ما خلقه الله له ، وعلى أن أثر عمليات التجميل البشرية الإيجابية و السلبية على حد سواء لا تتجاوز جسد صاحبها و كونها حريات شخصية في النهاية إلا أننا كثيرا ما نستنكر اللجوء لها و نعيبه و نجهد لانتقاده ، لكن عمليات التجميل التي تعرض الأرض لتغيير خلق الله و الإخلال بالتوازن الدقيق الذي أرساه الخالق تبارك وتعالى قد تدفع تبعاتها أجيال كثيرة و قد تحدث كوارث طبيعية و نكبات لا يعلم مداها إلا فاطر الكون و مدير الأفلاك ، فالجبال مثلا جعلها الله – جل و علا – رواسي لئلا تميد الأرض بأهلها ، فهل يعقل أن هد الجبال بالديناميت و شق الطرق خلالها لا يغير وزنها و لا يؤثر على رسوخها ؟ و هل يضمن ألا يترتب على هذه العمليات مستقبلا زلازل و انهيارات خطيرة ؟ و كذلك تردم البحار و الأودية لإنشاء مخططات للمشاريع التجارية و المساكن الفارهة، فهل مثل هذه العمليات ليس لها آثار سلبية على التربة و مناسيب المياه و استقرار المباني فوقها مستقبلا ؟ كذلك إزالة البساتين لإنشاء المباني والفنادق ، و البساتين رئتا المدن لا تتنفس طبيعيا إلا من خلالها، لكن النمو العمراني و إنشاء المدن حاصرها بالأبراج و خنقها بعوادم السيارات على الرغم من اتساع رقعة البلاد و عدم الاضطرار لتحديد مركز للمدينة . ماذا لو بقيت جبالنا وبحارنا كما شكلتها قوانين الكون و سننه التي وضعها الخالق بتقدير العزيز العليم ، ماذا لو التزمنا بالتوجيه النبوي الشريف بعدم قطع الأشجار ، لم نخنقها بالمباني و ننقع أطرافها في مياه البحر ليعيث الملح بأساساتها ، لم لا نستمتع بإمكانات أرضنا الطبيعية كما خلقها المولى جل و علا و كما أرادها أن تكون ؟ [email protected]