يبدو أن الكتاب والإعلاميين والمثقفين الذين استخفوا بجيل الشباب وراهنوا على فشل ثورتهم ، لم يعوا الدرس جيدا حتى بعد نجاح الثورة ! الكتاب والإعلاميون الذين قالوا أن الثورة ولدت بلا رأس ، وأن جيل الشباب يفتقر إلى رؤية واضحة ، ولا ينادي بمطالب محددة فيما يخص مرحلة ما بعد سقوط النظام ، هم أنفسهم الذين يطلون اليوم من نفس معامل تصنيع الكذب التي يطلق عليها تجاوزا ( فضائيات ) ليبدوا تأييدهم الكامل لشبان الثورة ، وليذرفوا دموع الفرحة ابتهاجا بانتصار الثورة وإحباط كل المخططات التي استهدفت إجهاضها . هؤلاء لا زالوا يراهنون على ( سذاجة ) الشعب و( ضعف ) ذاكرته و ( طيبته ) التي ستجعل الجميع ينسى دماء الشهداء في لمح البصر . هؤلاء لم يستفيدوا من الدرس ورفضوا تصديق الحقيقة التي تقول بفشلهم في فهم طبيعة الشعب الذي يخاطبونه ، مثلهم في ذلك مثل مرجعياتهم السياسية التي أشعلت الناس بدلا من أن تهدئهم . اليوم يحاول هؤلاء التراجع بصفاقة عجيبة ، وكأن الناس نسوا ما كانوا يستمعون إليه منهم قبل ساعات من البيان الذي تلاه عمر سليمان النائب السابق للرئيس السابق . أين يعيش هؤلاء وعن أي واقع يتحدثون وإلى أي مستمعين ومشاهدين وقارئ ، يوجهون كلامهم ..؟ ألم يدرك هؤلاء حتى الآن عظمة الشعب المصري الذي اثبت أنه يمتلك وعيا سياسيا ومخزونا حضاريا يمكنهما إبطال مفعول أية حيل مهما بلغ ذكاؤها ، فما بالك بنوعية الحيل البدائية التي مارسها إعلاميو عصر ( الجمال ) و ( الخيول ) و ( البغال ) طوال أيام الثورة ؟ لقد خرج علينا ( الأستاذ ) عمرو أديب وهو يبكي من الفرح – بالمناسبة لم أر أثرا للدموع على وجنتيه المكلبظتين – لزوال العهد الذي كان يحذر البلاد من الوقوع في الفوضى إذا ما تم رحيله ! واليوم وغدا وبعد أسبوع وشهر وربما سنة ، سيخرج علينا الكثيرون من عينة ( الأستاذ ) وفي مقدمتهم شقيقه الذي أصر في بداية الثورة على وجود مخطط خارجي ، ليتبرؤوا من أي علاقة جمعتهم بالعهد السابق . ولكن هل سيصدق الناس ذلك ؟! الشعب المصري طيب لكن هذا لا يعني أنه يمكن الضحك على ذقنه بسهولة . وهو ما فشل وسيفشل في فهمه أبواق الإعلام الذي انتهت صلاحيته . [email protected]