حذر الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري وكيل وزارة الشؤون الإسلامية الدعاة والمرشدين والوعاظ وأهل الحسبة من الحدة والشدة والغلظة في التعامل مع المدعوين، وقال “لا يليق بالدعاة والوعاظ وأهل الحسبة الحدة والضرب والشدة والفظاظة في التعامل مع المدعوين” مضيفًا أن “الداعية ليس إلاّ مثالاً للحب والشفقة والمحبة وقدوتنا في ذلك رسولنا صلى الله عليه وسلم”، وأشار السديري إلى الحاجة اليوم إلى دعاة ووعاظ يتصفون بصفات النبي صلى الله عليه وسلم، فيكونا راحة للعنا لتلين لهم القلوب، ويلتف حولهم العباد، ليعيدوا للاسلام ازدهاره وللمسلمين مجدهم، وأشار إلى أن “الداعية المبلغ هو داعٍ إلى الشفقة والرحمة قبل كل شيء، ولا يتوسل للآخرين بالوسائل الخاطئة، كاستعمال القوة والخشونة والعنف والاكراه”، مضيفًا أن استقرار الايمان في القلوب ليس بهذه الوسائل قطعًا، لأن الشفقة بالمدعوين ترقق الوجدان وتلين القلوب، وتجعلهم يتهيأون لقبول الإيمان بالله ورسوله. وقال د. توفيق السديري ان الناس تريد ان تشاهد داعية ووعاظ مجهزين بالفضائل، ليكونا لهم الاثر الأكبر في قبول كلامهم والاستماع الى نصائحهم، والعمل بإرشاداتهم، أما الجموع الذين قذف في قلوبهم الرعب فيتوجسون خيفة من شخص الداعي الذي يعرض عليهم المسائل بوسائل فيها حدة وإكراه واستبداد، فتجعلهم يتهيأون حتى من الحقائق التي يعرضها، والتي يريد تبليغها مهما كانت هذه الحقائق، محذرًا من فتور المبلغين للدعوة لأنه سينزل طابعه على السامعين، وانه لا يأتي بخير أبدًا. واضاف السديري قائلاً “لا يحق لكائن من كان أن يدفع الناس للفتور عن الإسلام والخوف منه نتيجة أخطائه وتهوره”، مؤكدًا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان رحمة للعالمين، ولقد اعتلت الشفقة الذروة في أخلاقه صلى الله عليه وسلم كما في جميع خصاله الاخرى، فأسس الدعوة على ركائز عظيمة كالمحبة والعطف والشفقة على الناس، وعلى دعاة اليوم والوعاظ أن ينظروا إلى المدعوين من هذه الزاوية، لان الداعية ليس إلا مثالاً للحب لا الغلظة، فقد كان رسول الله عطوفًا حتى مع من آذوه، واشار الدكتور السديري الى وضع الشباب اليوم والعالم المضطرب الذي يعيشون فيه مطالبًا بالتعامل معهم بحب وعطف وقال “الشباب اليوم في اشد الحاجة الى دعاة رحمة”، مؤكدًا في حديثه عن الرحمة مطلب دعوى وواجب انساني على ان “الرحمة واجب دعوي”، وأن “الناس في حاجة إلى دعاة سماتهم البشاشة والود، أصحاب قلوب كبيرة يستوعبون الناس بالعطف والسماحة والرضا”، مشيرًا إلى أن أساس الدعوة اللين والحكمة والموعظة الحسنة، وأن الأصل ان يقوم المسلمون بإبلاغ دعوتهم للناس جميعًا، وقال “هذا الدِّين ليس عدوًا لأحد من البشر بل رحمة للكافة”.