أنا أم لطفلتين إحداهما تبلغ من العمر (3) سنوات والثانية سنة و(8) شهور، تستحوذ ابنتي الصغيرة على معظم وقتي وأخشى أن يؤثر على ابنتي الكبرى خاصة وأن أختها الصغيرة تأخذ منها ألعابها إذا كانت تلعب ،فكيف لي أن أوازن بين طفلتيَّ بحيث لا تؤثر إحداهما على الأخرى؟ أبناؤنا هم فلذات أكبادنا وأغلى ما نملك في الدنيا، والاهتمام بهم ورعايتهم هو مصدر راحتنا وسعادتنا سواء كنا مربين أو آباء، وحسبنا في ذلك قول الشاعر الذي يعبر عن عاطفته تجاه أبنائه إنما أطفالنا بيننا أكبادنا تمشي على الارض إن هبت الريح على بعضهم امتنعت عينيَّ عن الغمض ولذلك لا بد أن نولي مرحلة الطفولة اهتماما خاصا قبل وبعد ولادة الطفل ،وذلك من خلال الاستزادة بالثقافات التي توضح خصائص الطفل وكيفية التعامل معه لتكون هذه المرحلة أساسًا متينًا لشخصية قوية وناجحة، ودعيني أختي بداية أوضح لك بعضًا من خصائص المرحلة العمرية التي تمر بها طفلتاك باختصار، فالأولى تتميز بطاقة حركية عالية تحتاج إلى تفريغها بشكل صحيح، إضافة إلى الحاجات والرغبات كحاجتها للحب والعطف، التي إن لم تُلب لها خلقت شيئا من الكبت داخلها تفرغه بأشكال متعددة كالغيرة والعدوان وغيره من الأشكال، والثانية تتميز مرحلتها العمرية بنوع من الفضول يجعلها تهوى الاستكشاف وأخذ العاب اختها، وبما أنه ليس هناك فارق كبير بين الطفلتين في السن فقد يكون هناك نوع من الغيرة بينهما، خاصة أنك تقضين معظم وقتك مع طفلتك الصغرى والتي تقوم بأخذ ألعاب أختها مما يسمح بحدوث الغيرة بينهما، ومن هنا فمن الجميل أن تلجئي إلى التعليم عن طريق اللعب -كما ذكرتِ- سواء من خلال العاب تنمية القدرات والذكاء ،أو الالعاب الشعبية مما يساعدك على خلق جو من الألفة أولا ثم احتواء الطفل احتواء ايجابيا؛ كي يتسنى لك إيصال ما تودين إيصاله من سلوكيات وعادات صحيحة كتعليم طفلتك الصغيرة أن ما ليس لها لا يحق لها أخذه، وقضاء وقت ممتع يلبي حاجات ابنتك الكبرى وإعطاءها حقها في التربية واللعب.