قال الضَمِير المُتَكَلّم : من شواهِد ثورة شباب مِصر ( أن عدداً كبيراً من الفنانين والمطربين ) خاصة كانوا غائبين عن مشهد المظاهرات والاعتصام التي دفع ثمنها أولئك الشباب بدمائهم وجراحهم ، بل إن بعض أولئك المطربين كانوا ينافحون عبر القنوات الإعلامية عن النظام الحاكم ، ويهاجمون شباب التحرير ؛ ربما لمصالح مشتركة ، ولو استمروا لقلنا هذا قناعة ووجهة نظر تُحترم !! ولكن في اليومين الأخيرين وعندما اتضحت الصورة ، وقَرُب سقوط النظام ، بدلوا أصواتهم ومعتقدهم ، وحاولوا ركوب الموجة بعد ارتفاعها ؛ فقاموا بمسيرات صباح يوم الرحيل ، بل إن أحدهم وقد كان معشوقاً للشباب والفتيات ؛ إذ يحضرون حفلاته بعشرات الآلاف ( تامر حسني ) قام بمحاولة لدخول ميدان التحرير في الأيام الأخيرة فتمّ طرده ، ليخرج باكياً يجرّ أذيال الخيبة !! ( ولأبطال مصر ) لا تعتبوا على الفنانين عموماً والمطربين خصوصاً ولا تقسوا عليهم ؛ فالموروث عند بعض العرب يحفظ أن ( المطربين ) لا معتقد سياسي لهم ؛ فهم على الرّصيف والهَامِش ، ومع مَن غَلَب ؛ فتجد بعضهم يُغَرّد ويتغنى اليوم بعشق ( الوالي زيد )، فإذا أسقطه غداً ( الوالي عبيد ) صَدَح بمجده ناسياً أمسِ ؛ ( مع التقدير والاعتزاز بقلة من الفنانين والمطربين الذين لهم دورهم ومكانتهم في خدمة مجتمعهم ) !! المهم في هذا السياق أعتقد أن ما يجب أن يُرفض هو المنهج الإعلامي الخاطئ الذي انتهجته بعض وسائل الاعلام المصرية والذي كرس لسنوات طويلة مفهوم أن أولئك الفنانين هم القدوة والمثال بمنحهم المساحات ، وفتح النوافذ لهم ، وتلميعهم ! بينما يم تهميش النخَب الفكرية والعلمية والثقافية ، أو تغييب أصواتهم لإشغال المجتمع عن حقوقه وقضاياه المصيرية وهنا يبدو أن ( شباب مصر ) استوعب الدرس ، وصنع خارطة طريقه ، نحو الهمة والقمة . ألقاكم بخير والضمائر متكلمة .