بحضور نسائي ورجالي ملحوظ لليوم الاول أقيمت ورشة تدريب “الإعلام الخيري” التي نظمتها جمعية الأطفال المعاقين بجدة، وحضرها نحو سبعين من منسوبي إدارات العلاقات العامة والاعلام، التي تستمر لمدة يومين ويحاضر فيها الدكتور عبدالعزيز بن علي المقوشي أستاذ الإعلام ومساعد مدير عام مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، وتقام بمركز الملك عبدالله لرعاية الأطفال المعوقين. التي أتيحت خلالها المشاركة لمنسوبي إدارات العلاقات العامة والإعلام بالجمعيات والمؤسسات الخيرية، وللدارسين والمهتمين بالعمل الإعلامي والخيري ممن يسعون لتعزيز قدراتهم في استثمار الاعلام لحشد المساندة المجتمعية لجهود مؤسساتهم. بدأت فعاليات الورشة في تمام التاسعة صباحا أمس الأربعاء بمحاضرة حول مفهوم العلاقات العامة واستراتيجياتها وقواعد تنفيذ العمل الصحافي للجهة الخيرية، بالإضافة إلى التعريف بالفنون الصحافية والاتصالية واستراتيجيات التواصل مع الوسائل الإعلامية والإعلاميين وبناء القواعد لذلك. وقد عبر الدكتور المقوشي أن استضافة الجمعية لهذه الورشة تأتي تأكيدًا لدورها الذي بدأته منذ اكثر من ربع قرن في خدمة العمل الخيري، مشيرًا إلى أن الجمعية قد تعدت دورها العلاجي لتقوم بأدوار أكثر حيوية في العمل الاجتماعي تتمثل في خدمة القطاع الخيري بشكل اكثر شمولية وهو ما يؤكده دوما صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن سلمان رئيس مجلس إدارة جمعية الاطفال المعاقين، عندما أطلق على الجمعية اسم “جمعية الوطن”، مشيرا الى عمومية الهدف والخدمة والنطاق الجغرافي. ومن أهم المحاور التي دارت حولها محاضرة دكتور عبدالعزيز المقوشي ان من لم يعش مشاكل العلاقات العامة لم يكتسب الخبرة الواجبة، لان العلاقات العامة بالعمل الخيري مليئة بالمشاكل والعقبات التي تعوق النجاح ووجوب أن يعرف كل شخص ما يريد حقا من العلاقات العامة، وذلك من خلال تسويق نفسه. وأضاف: لا مجال في العلاقات العامة للخوف من الحياة أو الاذن للاقدام، كما أن أهم شرط يجب أن يرتكز عليه كل من يعمل بالعمل الخيري هو الايمان بقضية المؤسسة أو المنشأة وتثبيت عملها لإقناع الآخر بها، فعلى سبيل المثال من لم يعترف بضرر التدخين لن يستطيع ان يردع الناس عنه، والجهة التي ليس لها قسم اعلامي قوي لا يعلم عنها المجتمع شيئا، ولكن هناك بعض المنشآت والجمعيات التي تصنع نوعا من الوهج الإعلامي بغير إيمان بالقضية الاساسية، كما أشار الدكتور إلى أهمية العلم بالتقنيات الحديثة للتواصل الجيد مع المجتمع والتفاعل معه، كما أكد ايضا أن العلاقات العامة والإعلان هما وجهان لعملة واحدة وهي الاقناع، والفرق بينهما ان الاعلان مدفوع والعلاقات العامة بالعمل الخيري غير مدفوعة. كما تخلل الورشة عدد من المداخلات والتي كان أحدها سؤال احدى الحاضرات عن محدودية العلاقات العامة بالنسبة للمرأة وتقييدها، وأوضح الدكتور المقوشي أن المجمع الذي اوصل المرأة إلى منصب نائب وزير لا يمكن ان يقيد عملها، ولكن لكل مجتمع ملامحه وحدوده، والمجمتع السعودي مجتمع له معالم واضحة لا يمكن تخطيها. وفي تصريح صحافي لأمين عام جمعية الأطفال المعوقين عوض عبدالله الغامدي أوضح أن هذه الورشة تأتي في إطار البرامج التدريبية التي تحرص الجمعية على تبنيها لتطوير أداء مؤسسات العمل الخيري بالمملكة، وتعزيز جهود بناء رأي عام واعٍ ومتفاعل مع رسالة وجهود تلك المؤسسات، خاصة في ظل تنامي دور الإعلام كوسيلة للتثقيف والتوعية وصناعة الرأي.