لجأت السعوديات المهتمات بصداقة البيئة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بالاهتمام بأدق التفاصيل بدءًا بالاهتمام بالديكور الصديق للبيئة وصولاً للأقمشة التي تخيطها وتفصلها لتناسب المناخ السعودي الصحراوي، ويظهر هذا الاهتمام والتوجه حينما تختار أقمشة ترتديها بشكل يومي مثل العباءة أو التنانير، أو أقمشة الأطفال، وأخرى خاصة بأقمشة ثياب الرجال. يقول سالم بن سلمان العماري المدير التنفيذي لمؤسسة العماري للأقمشة: أن التجديد في عالم الموضة خلال السنوات الأخيرة الماضية لم يعد فقط منصباً في تصميم الموديلات والألوان، وإنما أخذ خبراء صناعة الأقمشة في الخارج بالاهتمام بنوعية الخامة بحيث تلائم حاجات الأفراد طبقاً لأسلوب حياتهم والأخذ بعين الاعتبار بحال المناخ وطبيعة البشرة، ولهذا ظهرت الأقمشة الذكية المصنعة من الألياف الطبيعية المتحولة "المعالجة" والمستوردة من اليابان والهند وإندونيسيا، بعيدة عن أي تقليد، لهذا قد أحدثت ثورة في صناعة الأقمشة وغيرت من مفهومها الثقافي، فهي تمثل الجيل القادم من الألياف. ويضيف بن سلمان أنه خلال الفترة الماضية زادت مبيعات الأقمشة في السعودية، وخصوصاً الأقمشة الذكية، لذا سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في الأسواق بنسبة 60%، وتقدر نسبة توافر الأقمشة الذكية بالمملكة بنسبة 20% فقط من إجمالي توفر الأقمشة في السوق، والسبب يعود كما يقول إلى وجود نسبة كبيرة من السعوديات تجهل ثقافة الأقمشة الصديقة للبيئة، ودورنا نحن كمستوردين توعية النساء بشرح فوائد هذه الأقمشة وأهميتها في الوقاية من الأمراض الجلدية. ويعزو المدير التنفيذي لمؤسسة العماري للأقمشة في جدة هذا الاحتياج للأقمشة الذكية لعوامل عدة يبرز في أولوياتها الأجواء التي يشهدها المجتمع السعودي والخليجي من رطوبة وحرارة عالية حيث تستطيع هذه الأنسجة أن تستجيب بكفاءة عالية لأي تغييرات مهما بلغت دقتها سواء في درجة الحرارة أو شدة الضوء أو غير ذلك من التغيرات التي يمكن أن تحدث في الوسط المحيط بها، كما يؤدي هذا التغير مهما كان نوعه أو دقته إلى حدوث تغيير مباشر بهذه الألياف وبصورة ملحوظة. وحول سبب تسميتها بالأقمشة الذكية يقول العماري إنها ألياف طبيعية نباتية "معالجة" قادرة على التحكم الذاتي دون مؤثر خارجي، بمعنى أنها تتنفس ولديها الاستجابة السريعة بالقدرة على الشعور بالمناخ، ففي البرد تمنح الدفء والعكس صحيح، وانطلاقا من هذا المفهوم تصبح الأقمشة الذكية قادرة على أن توفر لنا أسباب الراحة والرعاية وإكسابنا الشعور بالبهجة والسرور أثناء أدائنا المعتاد لأنشطة الحياة اليومية.