كثيرا ما يخيل لنا إن ريالنا عدة أشكال و قيم ، و أن ريال ذوي الدخل المحدود غير وريال الهوامير غير ، و ريال المال الخاص غير وريال المال العام غير ، مثلا يقرض الصندوق العقاري المواطن لبناء منزل مبلغا وقدره ثلاثمائة وخمسون ألف ريال ، في حين يكلف ترميم مدرسة أربعة ملايين ريال ، و تصرف جامعة الإمام مبلغ مائتي مليون ريال لتطوير بوابتها الالكترونية ، و أحيانا تختلف قيمة الريال في نفس المكان ومع ذات المتعامل ، ففي حين تبلغ رسوم تسجيل الطلاب في المدارس الأهلية- بعد التوجيه الحكيم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز بتوحيدها - ألف ريال يدفعه الطالب للمدرسة مقابل القبول المبدئي و ليس مقابل الدراسة طبعا أي قيمة تأجير مساحة من خزائن المدرسة لملف الطالب ( حشا غرفة سواق )، تمنح المدرسة الأهلية المعلم السعودي القائم بنصاب يبلغ أربعا وعشرين حصة عدا النشاط الصفي و اللاصفي راتبا شهريا قدره ألف وخمسمائة ريال أحيانا يتعرض وهو في الطريق ليد المعلم لعوامل تعرية قد توصله إلى ثمانمائة ريال فقط ، بالمناسبة يقول الأستاذ إبراهيم السالم رئيس لجنة التعليم الأهلي في غرفة تجارة الرياض بمناسبة توحيد رسوم التسجيل في المدارس الأهلية عن فوائد هذا القرار «من شأن هذا القرار أن يصب في مصلحة الطالب، إذ يساعد المدرسة بمنحها فرصة شراء هدايا تشجيعية للطلاب والقيام بتكريمهم»، وأجزم أن لو خير الأهالي بين دفع الرسوم و بين كتابة تعهد بعدم المطالبة بأي هدية وأي تكريم للطالب طيلة دراسته لاختاروا الأخير وأن يقوموا بتكريم أبنائهم بأنفسهم كون المدرسة غالبا تشتري هداياها من ( محلات أبو ريالين ) وليس من متاجر الحواسب الآلية مثلا ، والمدرسة الأهلية مثال على اختلاف التعامل مع الريال الصادر و الريال الوارد فحين تطلب رسوم التسجيل لا ترى ألف المواطن شيئا مذكورا و لكن الألف ريال الذي تدفعه راتبا يبدو كقطعة أرض شمال الرياض . [email protected]