لو عملنا تقصّيا و جدولةً لمعرفة أين آل المآل بالمتفوقين دراسيّاً من خريجيّ الثانويّات وأعني أوائل الأوائل على مستوى المناطق منذُ عشرة أعوام إلى هذا العام ~ لخرجنا وسأضمن لكم بما يُدمي القلب ~ ليس بالضرورة كلهم ولكننا سنجد منهم العَاطِل ومن أصبح موظفاً تحت إدارة الطالب الأخير في فصله ! بعد أن اصطدم بالكثيييير من العراقيل والمطبّات والحُفَر . المواطن الذي صحا باكراً ليضع أحلامه في ملفٍّ علاقي أو عن طريق المقهى الذي يمنح السّاعة النتّيّة والقرف بعشرة ريالات ليُنافس على وظيفةٍ .. قرأ البارحة بأنّ المطلوب 80 موظفاً فَقَط وعرف اليوم بأنّ المتقدمين 18000 لينجح في كل شيء ويصل للمقابلة الشخصيّة و يفشل في شيءٍ واحد فقط ! وهو الحصول على الوظيفة ! الموظّف الذي يكرف بما أوتي من أمانة و إحساس بالمسؤوليّة ~ ليحصل على الترقية والكثير من الأمتيازات زميله الذي لا يراه إلاّ مع الراتب ! المعلّم الأشبه بالشمعة التي تحترق لتضيء للآخرين تسَاوى مع الآخر الذي يشبه منفضة السجائر عديمة الفائدة! موظفو بند الأجور الذين صَدَرَ أمر ترسيمهم بمرسومٍ ملكي من أبو متعب أعادهُ الله إلينا سالماً منذُ عام 1426ه ، ولم يُنَفّذ حتّى هذه اللحظة . كل مواطن سعودي يُحِبّ هذه البلاد ويعمل ليل نهار كادحاً ومتفانياً بجدّ وإخلاص لِيوفّر لقمة العيش الكريمة لأسرته ، لكنهُ تجاوز الأربعين ولم يحصل على فرصته ليملك أرضاً يقدّم بها على بنك ( التفليس ) عفواً أقصد التسليف ! من تعرّض لخطأٍ طبّي هو أو أحد أقربائه ( وما أكثر الأمثلة ) ، ثُمّ قدّم شكواه بعد الله للجان الطبيّة المسؤولة ليتفاجأ بأنّ ذلك المستشفى وغالباً ما يكون خاصّاً قد أنهى إجراءات سفَر ذلك الطبيب إلى بلاده ، رغم عدم إنتهاء التحقيق ! من لا حول لهم ولا قوّة بعد الله إلاّ ما تمنحهُ لهم الجمعيّات الخيريّة من دراهم معدودة ، لا تسدّ رمق فواتيرهم فضلاً عن قوتهم وقوت من يعولون ، وفجأة تُقطَع عنهم بدون أيّ مُبَرّر مقنع ( أيضاً الأمثلة كثيرة ) . *** لكُلّ هؤلاء نُعَلّق لافتة : ( مَن جَدَّ « رَقَد « ! )