هذه وقفات يسيرة نعتبر بها مما يجري ويقع في بلاد العالم من المحن والفتن والكوارث والمصائب الفت إليها النظر أخي القارئ الكريم لنتذكر جميعاً نعمة الله تعالى علينا وفضله ومنته في هذه البلاد المباركة - بلاد التوحيد - سائلا المولى سبحانه أن يديم علينا نعمه ويوفقنا لشكرها على الوجه الذي يرضيه عنا. الوقفة الاولى: لنتذكر - أخي الكريم - نعمة الأمن والاستقرار ورغد العيش التي امتن الله تعالى علينا بها في هذا البلد الآمن الطاهر بتحقيق العقيدة وتحكيم الشريعة واظهار شعائر الاسلام منها شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. فقد كانت هذه البلاد قبل دعوة الامام المجدد محمد بن عبدالوهاب نواح وبقاع متفرقة متناحرة متعادية تدور فيها رحى الحروب الطاحنة وتنتشر فيها معالم الشرك والبدع والخرافات، قد خيم عليها الخوف والرعب وفقدت الاستقرار والأمن وساد فيها الفقر والجوع حتى ربما وصل الحال ببعض اهلها الى اكل الميتة دفعاً للهلالك من شدة ما رأوه من فاقة وجوع كما هو معلوم لمن سبر حال هذه الجزيرة وأرخ لها في تلك الأزمان. فلما منَّ الله عليها بهذه الدعوة المباركة - دعوة التوحيد - التي قام بها الإمامان المجددان:الامام محمد بن عبدالوهاب والامام محمد بن سعود رحمه الله عليهما ومن بعدهما سار على هذا النهج الابناء والاحفاد إلى وقتنا هذا اغنانا الله بعد الفقر والعالة واتم لنا لأمن بعد الخوف والرعب وجمع كلمتنا على الحق والهدى واسبغ علينا النعمة ظاهرة وباطنة قال الله سبحانه: أو لم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم) وقال سبحانه (فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) قال ابن كثير: اي تفضل عليهم بالأمن والرخص فليفردوه بالعبادة وحده لا شريك له ولا يعبدوا من دونه صنما ولا ندا ولا وثنا ولهذا من استجاب لهذا الامر جمع الله له بين أمن الدنيا وأمن الآخرة ومن عصاه سلبهما منه. الوقفة الثانية: لنحافظ على هذه النعمة بشكرها على الوجه الذي يرضيه سبحانه بإقامة ما اوجب وفرض واجتناب المعاصي والآثام والرذائل فإن الذنوب والمعاصي جلابة النقم واستقرار النعمة مقرون بشكرها قال الله سبحانه (وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ان عذابي لشديد) وقال سبحانه (وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون). الوقفة الثالثة: الاستعاذة بالله تعالى من الفتن والحذر من الخوض فيها والاستشراف لها ووجوب لزوم جماعة المسلمين وإمامهم فقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في هذا من الاحاديث ما يشفي ويغني ويطول المقام باستقصائه. اسأل الله بمنه وكرمه ان يدفع عنا وعن المسلمين سوء الفتن ما ظهر منها وما بطن وان يصلح احوال المسلمين في كل مكان ويولي عليهم خيارهم وان يوفق قادتنا في هذه البلاد المباركة لما يحبه ويرضاه وان يحفظهم بحفظه ويكلأهم برعايته وعنايته ويجمع شملنا وشملهم على الحق والهدى ويدفع عنا وعنهم كيد الأعداء وشر الاشرار. علي فهد ابا بطين - المدينة المنورة