* وقد هدأت نفوس أهالي مدينة جدة أخيراً بعد أن أصبحت مدينتهم أمانة في أيدي من هم قادرون بعون الله على فك عقدتها المزمنة والمحفوفة بالاخطار. وقد آن لها ان تجد المخرج على ايدي هذه اللجنة الموقرة التي يترأسها سمو النائب الثاني ويساعده سمو أمير منطقة مكةالمكرمة وثلة من الأمراء والمسؤولين الذين أودع المليك المفدى بفكره الراشد بين أيديهم دراسة الأسباب والمسببات والتداعيات والمعالجات لكارثة الأمطار والسيول في نسختها المكررة للعام الثاني على التوالي وما سببته من الخسائر والاخطار الجسيمة التي طالت الاحياء والممتلكات والخدمات والمرافق وحصدت مزيداً من الارواح الشهيدة التي وجدت نفسها في مواجهة شرسة وحصار وصراع مع المياه الكاسحة رحمهم الله جميعاً وألهم ذويهم الصبر والسلوان ولعل أعينهم تقر بما تقدمه لهم القيادة من عون ودعم يشد أزرهم. * لقد خدعتنا الوعود البراقة من بعض المسؤولين في الأجهزة المعنية على مدى عقود مضت ظلوا فيها يقولون ما لا يفعلون؟!! فمضت المعُالجات والإصلاحات تفتقد للجدية والأمانة وتسير بنفس الأسلوب العقيم في تطبيق وممارسة نظرية التجربة والخطأ مراراً وتكراراً في هذه المدينة المتنامية السكان والمنشآت وتشهد حركة استثمارية كبيرة وتمثل المكانة الثانية كأهم مدينة تجارية واقتصادية، وميناء رئيسي، بوابة لمكةالمكرمة، محطة سياحية ساحلية. * وقد أظهرت الجولة المكوكية الجوية التي قامت بها لجنة الإنقاذ العاجل المختارة لانتشال مدينة جدة من كابوس الضياع والخراب المسيطرة عليها، وايضا جولات ارضية على بعض المواقع المتضررة، ليتبين على أرض الواقع حقيقة وحجم الاسباب المتشابكة بالاضافة الى دراسات المسؤولين ومقترحات أخرى نافعة ساعدت في كشف المستور. وقد اشارت لها الصحف المحلية طيلة الأزمة بالتفصيل. * تلك الجهود أخرجت التوصيات الثمانية العاجلة لحل هذه الأزمة المستعصية والمنشورة بجريدة المدينة العدد (17452) أهمها البند الأول الذي يقضي بضرورة تفويض هذه اللجنة بترسية المشروعات والإشراف على تنفيذها وذلك استثناء من احكام نظام المنافسات والمشتريات الحكومية وبهذا يتحول هذا الشأن للجهات العالمية المتخصصة الماهرة، فلا تضيع الاموال والجهود والوقت سدى مع الجهات الوهمية أو العابثة بالمقدرات والمنتفعة. وهي بلا شك تضع حداً فاصلاً بين الأمس واليوم في تاريخ هذه المدينة المرجانية الحالمة! والتي نأمل ان تحصل على ما تستحقه من عوامل التجهيز الذي يتناسب مع طبيعتها من مشاريع خدمية وبنية تحتية ومعالجات تصمد لكل العوامل والمتغيرات وتعود مشرقة ينعكس على شاطئها ألوان الشفق البديعة في أمان واطمئنان. سلوى محمد موصلي SalwaMosly.jeeran.com