علينا دائمًا حل المشكلات في كل الحالات والأوقات، فسواء كنت طالبًا، أو أبًا، أو رجل أعمال، أو حتى رئيسًا لأمريكا، أو لأكبر شركة في العالم، فإنك ستواجه بعض المشكلات اليومية التي يجب عليك إيجاد حلول لها. وكما يقول د. صلاح الراشد: يصعب تخيّل أمة منتجة، وهي مليئة بالمشكلات، والاضطرابات النفسية، فالشخصية السوية هي وحدها الشخصية المستمرة بالإنتاج والإبداع. وكونك قادرًا على حل هذه المشكلات لا يعني أنك فقط تمتلك القدرة على ذلك، بل يعني أيضًا أن لديك المهارة الذهنية القادرة على إظهار أفضل ما لديك ومساعدتك على تغيير العالم؛ ليصبح مكانًا أكثر إيجابية. حاول أن تتخيّل كيف سيكون العالم مختلفًا لو لم يمتلك زعماء مثل (مهاتما غاندي)، و(مارتن لوثر كينج الابن)، و(إلينور روزفلت) هذه المهارة الذهنية، وبمجرد أن تتعلم بعض الطرق البسيطة لحل المشكلات الشخصية التي تواجهها كل يوم ستجد أن أحلامك وإنجازاتك الأكبر والأعقد سهلة التحقيق. والمشكلات في الحياة تأتي عندما تزرع شيئًا، وتتوقع حصاد شيء آخر مختلف تمامًا، لذا يجب عليك أن تسلك الطريق الصحيح الذي يقودك إلى حل مشكلاتك، حتى إن كان هذا الطريق غير الذي في أحلامك. وبدلاً من الشعور بالهم والقلق عند مواجهة أي مشكلة، عليك أن تتعلم كيف تواجهها وتتصدّى لها، وحل المشكلات ليس مجرد موهبة مقصورة على فئة قليلة من الناس، بل هو مهارة، وسلوك، وعادة، يمكن اكتسابها. وينصح (ديل كارينغي) بتعلم الخطوات الثلاثة التي يجب اتخاذها لتحليل مشكلة ما والقضاء عليها، وهذه الخطوات هي: استخلص حقائق المشكلة، حلل هذه الحقائق، اتخذ قرارًا حاسمًا، واعمل بمقتضى هذا القرار. ومن مهارات حل المشكلات تبادل وجهات النظر ومواجهة مشكلاتك مع الآخرين، فلا تحقر أحدًا أبدًا، واقبل النقد، ولا تتأثر سلبيًّا، فبعضه نافع ومفيد، واعلم تمامًا أننا نرى العالم طبقًا لبرمجتنا السابقة فقط، لا كما يجب أن نراه، نحن لا نرى الحقيقة إلاّ من خلال تجاربنا نحن، وأيضًا حين نختلف مع شخص ما في الأساس يتمسك كل منا برأيه الذي كونته خبرته وتجاربه السابقة، فحاول أن ترى الصورة الحقيقية، واعلم أن ليس كل ما تراه هو بالضرورة صحيحًا، واقبل النقاش، وأعد النظر في أفكار مَن يختلفون معك، ربما يكونون على صواب، ولا تتمسك برأي دائمًا لمجرد أنه رأيك، ولا تفترض دائمًا أن كل ما تراه صوابًا. وتختلف طريقة حل المشكلات والتعامل معها من شخص إلى آخر، وبالتالي عليك أن تستشعر بصورة مستمرة أهمية وكيفية تطوير خطة عمل تلائم قدراتك ومهاراتك، فإذا كانت المشكلة التي تود حلها كبيرة ومعقدة، فستتمكن من حلها بسهولة إن تمكنت من تحليلها وتقسيمها إلى مجموعة من المشكلات الصغيرة، محدودة الملامح والأبعاد. عزيزي القارئ: نعرض عليك الآن بعضًا من النصائح التي تقوي عندك مهارات حل المشكلات وهي: 1- لا تُضع الكثير من الوقت وأنت في حالة قلق تجاه ما حدث وما قد يحدث. 2- اقضِ المزيد من الوقت مفكرًا في الخطوات التي يمكنك اتخاذها للاقتراب من حل المشكلة، ثم ابدأ في تنفيذها. 3- اطلب النصيحة من الآخرين إذ لا يجب أن تعرف كل شيء بمفردك. 4- ابحث عن المعلومات المناسبة لتساعدك في حل المشكلة في الوقت المحدد. 5- لا تتعامل مع أفكارك واستنتاجاتك على أنها من المسلّمات، فهناك كثير من المسلّمات في حياتنا التي لم تعد كذلك على الإطلاق. د. مجدي سليمان صفوت - جدة