برغم أن مصممة الأزياء السعودية هلا العيطة قد وقفت في مسيرتها على الكثير من نماذج الأزياء العالمية، وحصلت على شهادة دبلوم خاصة في تصميم الأزياء من كندا، إلا أنها تنحاز بصورة جوهرية للأزياء الشرقية، معتبرة أن معظم التصاميم العالمية لا تناسب المرأة العربية، وتشير في ذلك إلى أن الأزياء تعبير صادق عن الثقافة والحضارة، وليست مجرد أزياء نرتديها، وقالت هلا في حوارها مع “المدينة”: إن المرأة العربية تسعى إلى إيجاد طرق متنوعة للحصول على لمسة ساحرة وجذابة غير ارتداء الأزياء الفاضحة، بمعرفة عيوبها وميزاتها لتختار ما يناسبها وعدم الانجرار وراء الموضة بطريقة عمياء، فإلى نص الحوار: مزج الألوان * مع رسمك لملامح البدايات.. كيف صقلت موهبتك في مجال التصميم؟ بدأت أول ما بدأت بصقل موهبتي في الرسم ومزج الألوان، لعلمي أن ذلك وثيق الصلة بمجال الأزياء وتصميمها، وثم من بعد ذلك تعلمت الأسس والمبادئ الرئيسية في تصميم الأزياء، وتعرفت على آفاق جديدة لم أكن أتخيل وجودها في عالم الأزياء الذي يربط الفن والفلسفة ويجسدها على حقيقتها، كما ساعدني كذلك على التفكير كمصممة؛ أي في تحويل أفكاري إلى أزياء، ومن هنا تعلمت أن الموضة هي أكثر من زي نرتديه؛ فهي تعبر عن أنفسنا وأفكارنا وشخصيتنا، فحصلت على شهادة دبلوم خاصة في تصميم الأزياء من كندا، وعملت هناك فترة من الزمن، واكتسبت خبرة لا بأس به في مجال التصميم. تميّز مطلوب * بعد هذه التجربة الطويلة.. هل أصبح لك خط معين مختلف في عالم التصميم؟ -التصميم إحساس وروح؛ وهذا ما يميز كل مصمم عن الآخر، بل إن التصميم يحتاج نفسًا طويلًا، وبه تعرف معدن وقوة المصمم، فالتصميم لا يوجد به مكان للمجاملة أو المحاباة، فالمتميز سوف يفرض نفسه، فكم من مصمم ظهر فجأة واختفى فجأة، فالتصميم يحتاج إلى مصنع من الأفكار، وتطوير مستمر، ومتى ما توقفت سترى أنك في آخر الركب، ولن يلتفت إليك أحد.. أما مصادر الأفكار التي أستقي منها رؤاي التصميمية فيه كثيرة؛ أولها بدون شك عندي توفيق الله سبحانه وتعالى، والدعاء، والإخلاص في العمل وإتقانه، ومصحوبًا ذلك بمتابعة دائمة وفاحصة للموضة. تصاميم غريبة * لكن هناك من يصف تصاميمكِ بالغرابة والأشكال المختلفة، من أين تستمدينها؟ -استوحي أفكار تصاميمي من كل شيء يحيط بي؛ أي من أبسط وأغرب الأشياء، فأحيانًا استقي أفكار تصاميمي من أغنية استمع إليها، أو فيلم أشاهده، أو كتاب أقرأه؛ معتمدة على الخيال الخصب وعلى جمال عشت بين أحضانها ولاسيما بعد أن صقلت موهبتي ودرست تاريخ الموضة.. كذلك ألوان الطبيعة التي ساعدتني على تكوين مخزون فكري أستوحي منه الأفكار، إضافة إلى اطلاعي الدائم على جديد مصممي الأزياء الأجانب أو العرب. ومن ذلك هذه المساقي والروافد أيقنت أنني لا يمكن أن أصنع موضة لا تعبر عن عصرها، فحتى التصميم الذي له جذور تراثية لابد أن يعبر عن عصره. انحياز شرقي * في ضوء اطلاعك العالمي.. هل لمست اختلافًا في ذوق المرأة الخليجية عن باقي نساء العالم؟ دعني أشير بوضوح هنا إلى أن التصاميم العالمية في معظمها لا تناسب المرأة العربية، كون الأزياء تعبير صادق عن ثقافة وحضارة تميز كل شعب وأمة عن الأخرى، وعلى رغم رغبتي في أن تصل تصاميمي إلى العالمية إلا أنني شرقية وأراعي تقاليد المرأة العربية، لذا أطوّع أي فكرة لتتناسب معها. * لو ضيقنا دائرة النظر وحصرناها في المرأة السعودية.. كيف ترين اهتمامها بالموضة في السنوات الأخيرة؟ المرأة السعودية أصبحت الآن متفتحة وتملك القدرة على ملاحظة ما يدور في عالم الموضة، خاصة أنها تسافر كثيرًا، فالمرأة السعودية أنيقة جدًّا بطبيعتها، وهي تبحث دائمًا عن كل ما هو جميل وجديد، وتبحث عن الفريد والغريب أيضًا، ولكن بقالب جميل وبسيط ومن دون بهرجة ومبالغة في قصة ولون الخامة. هذه المعادلة الصعبة يتطلب تحقيقها من قبل المصمم جهد كبير، لكن بالنسبة لي أستمتع كثيرًا بهذا الجهد؛ بل إنني أتحدى نفسي وموهبتي به وأتفانى في جعل تصميماتي ملفتة للانتباه ومحببة لكل زبوناتي، لذلك أعتبر عملي سبيلًا لتحقيق أحلام كل النساء بإطلالة فريدة لا تنسى. ويأتي اهتمامي بأناقة المرأة من شدة حرصي على أن تظهر المرأة في كامل أناقتها سواء في البيت أو في العمل أو في المناسبات المختلفة، مع مراعاة كاملة لثقافتنا وحضارتنا .