أصبح مطربونا (كوبري) للألحان والأغنيات الضعيفة، خاصةً الألحان الإماراتية المدفوعة نقدًا، الضعيفة لحنًا، ومع احترامي وتقديري للفن الإماراتي، فإنه لم يكن في يوم من الأيام له أي تأثير، ولم تخرج من الإمارات سوى بعض الأصوات العادية، وليس في الإمارات فن غنائي موسيقي أصيل، وذو جذور مثل الفنون الأصيلة في السعودية والكويت والبحرين، ولكن لأننا في زمن لم يعد فيه قيمة للفن الأصيل بسبب بعض المغنين الذين على استعداد لتقديم أي لحن، وأي كلمات.. والمهم أن يكون الشيك جاهزًا! ولهذا استغل بعض الفنانين الناشئين في الإمارات هذه النقطة وعرفوا (كيف تؤكل الكتف)، فجرّوا الكثير من مغنينا إلى ألحانهم الضعيفة التي ليس بها أي فن، وليس بها سوى “شيك مدفوع”، دون احترام لقيمة الفن كفن، أو دون احترام لمشوارهم الفني!. نعم استغل بعض الفنانين الإماراتيين (الصغار) جشع (بعض) مغنينا المادي، فجاؤوهم بما يريدون، قدموا لهم الشيكات والألحان الضعيفة، وأصبحوا “كوبري” للفن الضعيف، ولم يعد ينقصهم إلاّ أن يمسكوا العصا، ويحركوا خشومهم ورقابهم عشان تزيد قيمة الشيك.. وبلا فن أصيل.. بلا تاريخ!. * * * كان الراحل الكبير مؤسس الأغنية السعودية طلال مدّاح -يرحمه الله- فنانًا سبق زمانه وعصره، كان يتابع كل فن جديد يطرأ على الساحة الفنية السعودية والعربية، فإذا رأى فيه ما يفيده ويخدمه فنيًّا أخذه وقدمه، وقد كانت نظرته -رحمه الله- دائمًا تتطلّع إلى المستقبل، وعندما ظهر فن “الفيديو كليب” كان الأستاذ طلال مدّاح من أوائل الفنانين العرب الذين دخلوا عالم هذا الفن؛ لأنه رأى فيه ما يخدمه فنيًّا، وأنه من خلاله يمكن أن يتواصل مع جماهيره، ويخدم أغنياته الجديدة. لكن (بعض) المغنيين الذين ظلوا لسنوات يضحكون على جمهورهم بأنهم يرفضون الفيديو كليب، وزعموا أنهم لا يرون في هذا الفن الجديد فائدة، تغيّر حالهم اليوم وأصبحوا يقدمون الفيديو كليب، ويضعون كل أنواع الماكياج، وذلك كلّه لأنه “مدفوع الثمن” من قبل أصحاب الألحان الضعيفة، وليس كما كانوا يزعمون سابقًا!. ألم أقل لكم إن الأستاذ طلال مدّاح كان سابقًا لعصره في كل شيء.. لقد قدم الفيديو كليب من نظرة فنية، بينما اليوم (بعض) المغنيين يقدمونه من نظرة مادية، وهذا هو الفرق بين فنان أصيل.. وفنان آخر مستعد لعمل أي شيء من أجل الريالات!. * * * ليس مهمًّا أبدًا كم حفلة قدمتها في خلال شهر، أو في موسم إجازة، بل المهم أولاً وأخيرًا ماذا قدمت؟ وماذا غنيت؟ وأين! فقد تكون شاركت في عشرين حفلة خلال شهر ولكنها مشاركات بلا قيمة، وقد تقدم حفلة واحدة فقط تحترم فيها تاريخك، وتقدم ما يليق به، هذا إن كنت فعلاً تهتم بهذا التاريخ!. اتعلّموا من مطربة العرب السيدة فيروز.. تغيب تغيب.. ثم تعود بحفلة واحدة.. فيعود التاريخ الجميل والمعنى الحقيقي للفن الأصيل. إحساس وقّفي.. خلّي عيوني تكتفي.. من شوفتِك خذتني نظرتِك.. ودي أشاهد بسمتِك.. من قبل ما تختفي.