بدأ قطاع النشر والتوزيع في تونس بالانتفاض ليلقي ما علق به من مخلفات رقابة صارمة امتدت لأكثر من عقدين كانت خلالها المكتبات لا تعرض على رفوفها إلاّ ما ينجو من مقص ويحظى بمباركة السلطات الأمنية رغم وجود سلطة إشراف على القطاع هي وزارة الثقافة. وفي هذا الإطار قامت إحدى المكتبات الكبرى المعروفة بشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي بالعاصمة تونس بعرض نماذج من الكتب التي كانت ممنوعة في عهد بن علي لعرضها على جمهور القراء التونسيين. وقد ازدحم جمهور من التونسيين أمام واجهة المكتبة ليروا عناوين كان القبض على أحدهم متلبسًا بحيازة بعضها منذ أيام فقط، كفيلاً بإنزال أشد العقوبات عليه وفتح تحقيق شامل حول كيفية تسرب هذا الزائر الغريب إلى أرض الوطن. وتنوعت الكتب الخارجة من إسار الحجب ما بين دينية وفلسفية واقتصادية وفكرية، وغيرها من المجالات الأخرى.