في السنين الغابرة كانت الكتابة على صفحات الجرائد عن الفساد والمفسدين من المحرّمات، ومرت سنوات طويلة ما كان لها أن تستمر، حتى أعطانا خادم الحرمين الضوء الأخضر عن الكتابة فيما يخص الفساد والثواب والعقاب، فجزاه الله عنا كل خير، وأعاده إلى الوطن سالمًا معافى. عانينا طويلاً من هذه المشاريع الوهمية والتي صرف عليها مليارات من الريالات، وما تكاد تنتهي حتى يبدأ عوارها، عشرات السنين، ونحن نعاني من انسداد الشوارع والتحويلات والحفريات، وكنا ننتظر أن نفطر على تمر فاخر، وإذا بنا نفطر على بصلة، ونقرأ العبارات الطنانة الرنانة في كل شارع والتي ظاهرها الرحمة وباطنها الغش والخداع (نعمل من أجلكم ونأسف لإزعاجكم)! يالها من عبارة ماكرة خدّرتنا طويلاً، أين ذهبت الأموال التي صرفت من أجلها؟ لو زاد انهمار المطر مثل غيرنا من الدول كيف ستصبح مدينة جدة؟ في ظني -وبعض الظن إثم- أن جدة -لا سمح الله- ستصبح أثرًا بعد عين. هل أصبح المواطن الصالح في هذا الزمان هو الاستثناء؟ هل غابت الضمائر الحية؟ وأجمل من هذا وذاك: هل فقدنا الخوف من الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور؟ لا.. وألف لا، فالأمة لازال فيها الخير -كل الخير- حتى قيام الساعة، وهذه الإرهاصات والعثرات والمعوقات ستزول بعون الله، ثم بهمة الرجال المخلصين الصادقين مع الله. ولسمو الأمير خالد الفيصل الشكر -كل الشكر- على جهوده الجبارة التي تشكر حين تُذكر، فإن مَن لا يشكر الناس لا يشكر الله، ونحن نعلم أنه ورث تركة ثقيلة ولكنه على قدر المسؤولية نحسبه كذلك، وهو أعلم بمن تزكى. اننا نتطلع ونرجو كل الرجاء محاسبة جميع المسؤولين المقصرين السابقين واللاحقين في جميع الدوائر ذات العلاقة، نريد المساءلة والمحاسبة، وتوقيع العقاب العادل حتى نقطع دابر الفساد والمفسدين، فإن مَن أمن العقاب أساء الأدب، والله من وراء القصد. عبدالرزاق صالح الغامدي