انتهت جلسة الحوار التي عقدت أمس بين نائب الرئيس المصري عمر سليمان ومجموعة من ممثلي المعارضة والشخصيات العامة الى التوافق على تشكيل لجنة لاعداد تعديلات دستورية في غضون شهر، كما اتفقوا على تشكيل لجنة وطنية لمتابعة التنفيذ الأمين لكافة ما تم التوافق عليه، وفقًا لما صرح به المتحدث الرسمي باسم الحكومة المصرية مجدي راضي أمس. وشارك فى اللقاء رؤساء أحزاب «الوفد»، «التجمع» ، «الجيل»، «الاتحاد»، «الإخوان المسلمين»، د.حسام بدراوى الأمين العام للحزب الوطنى، إضافة إلى عدد من الشخصيات السياسية المستقلة ورجال اعمال. من جانبه، اعلن المعارض المصري محمد البرادعي والذي لم يشارك في «الحوار»، انه ستكون نكسة كبيرة اذا دعمت أمريكا الرئيس المصري حسني مبارك او نائبه عمر سليمان لقيادة حكومة انتقالية. وقال عندما سئل عن تقارير قالت إن واشنطن قد تؤيد سليمان او مبارك لقيادة حكومة انتقالية: اذا كان ذلك صحيحا فبوسعي ان اقول لكم ان تلك ستكون نكسة كبيرة. واضاف: اذا كان ما سمعته صحيح فان ذلك سيسقط على الناس الذين يتظاهرون كالرصاص. وقال البرادعي: ان نسمع..ان مبارك لابد وان يبقى ويقود عملية التغيير وان عملية التغيير تلك يجب ان يقودها بشكل اساسي أوثق مستشاريه العسكريين وهو ليس اكثر الشخصيات شعبية في مصر دون اقتسام السلطة مع مدنيين سيكون امرا محبطا جدا جدا، مشيرا الى أن الولاياتالمتحدة ليس لديها على ما يبدو سياسة واضحة بشأن مصر!!. من جهتها، رحبت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بحذر أمس بمشاركة «الاخوان المسلمين» في «المحادثات» مع نائب الرئيس. وقالت كلينتون: علمنا ان الاخوان المسلمين قرروا المشاركة في الحوار، ما يشير الى أنهم على الاقل اصبحوا الان مشاركين في الحوار الذي شجعنا على اقامته. واضافت: سننتظر ونرى كيف يتطور ذلك، ولكننا كنا واضحين جدا حول ما نتوقعه. وفيما اقترح نواب في البرلمان الألماني بإقامة الرئيس المصري حسني مبارك في ألمانيا كحل للأزمة الراهنة في مصر، أعلن مستشفى هايدلبرج الجامعي في ألمانيا استعداده لاستقبال مبارك مجددا كمريض حال مغادرته البلاد. وقالت متحدثة باسم المستشفى الجامعي أمس: باستطاعته أن يأتي في أي وقت مثل أي مريض آخر. غير أنها قالت إن هذا لا يعني أن هناك استعدادات ملموسة تجري لاستقبال الرئيس. وبدت شوارع القاهرة صباح أمس أكثر هدوءاً مع عودة العمل فى المصالح الحكومية، وأقسام الشرطة، والبنوك رغم تدفق المتظاهرين على ميدان التحرير، حيث قضى أكثر من خمسة آلاف محتج ليلتهم، فيما عزز الجيش وجوده مبكرا في ميدان التحرير. وفي محافظة المنيا عاد الهدوء بشكل كبير إلى كل مدن المحافظة، ولم تشهد سوى خروج مجموعات صغيرة من مسجد الفولي أكبر مساجد المنيا ومسجد جمعية الشبان المسلمين، رغم الدعوة إلى مظاهرة مليونية يوم الأحد (أمس). وشوهد صباح امس في ميدان التحرير رجال أعمال من بينهم المعارض رامى لكح يقومون بتوزيع الأغطية والأغذية والادوية على المتظاهرين، فيما قام عناصر الجيش برفع المخلفات الموجودة وسيارات الشرطة المحترقة، وفتحت بعض الشوارع المؤدية للميدان وكوبرى 6 اكتوبر. وتواجد بين المتظاهرين أمس وزير الاسكان السابق المهندس حسب الله الكفراوى. وماكان لافتا، هو عندما بدأ كاهن قبطي يحمل صليبا إحياء قداس الاحد امام حوالى الف شخص، والى جانبه وقف شيخ يحمل المصحف، بينما هتف الحاضرون بصوت واحد «يد واحدة». وكان مجلس الشعب أمس قد وافق على تعليق جلساته لموعد يحدد فيما بعد حتى ترد تقارير محكمة النقض فى الطعون الانتخابية المقدمة ضد عدد من الأعضاء. وقال الدكتور أحمد فتحى سرور رئيس المجلس أمس إن تعليق الجلسات سيستمر ما لم تطرأ أمور عاجلة تتطلب الانعقاد.