لم تكن مصادفة أن يلتقي (فضل الرحمن) بشقيقه (أحمد) المختفي من بلاده بنجلاديش منذ أكثر من 5 سنوات، فقد جمعت أعمال رفع الأضرار في كارثة سيول جدة بحي السامر الأخوين بعد أن فقد الأول الأمل في الالتقاء بشقيقه. وكانت الأحضان ودموع الفرح هي اللافتة التي جعلت من في المكان يتحلّقون حول الآخوين أثناء إجراء المكالمة مع والدتهما وتبشيرها بالعثور على الأخ المختفي. المشهد الثاني: كان بالفعل مبهجًا رغم مرارة الكارثة وتداعياتها بعد أن تحول المشهد العام لساحة للتعارف بين مختلف الجنسيات الإسلامية من الباكستان وبنجلاديش والهند وسيريلانكا، فقد جمعت “الكارثة” ما فرقته مياه السيول، فقد تناسى معظم عمال النظافة ضغوطات العمل في تنظيف الحي المنكوب، ورسموا ابتسامة الفرح بلقاء الأصدقاء من بلدية صبيا وجازان والرياض والحدود الشمالية، وبعد نهار طويل وشاق أصر البعض العودة إلى الراحة وتناول وجبة العشاء والنوم مع صديق أو قريب. اللافت في الأمر وبعد هدوء كارثة السيل تحولت مواقع تمركز آثار السيل وتجمعات المياه إلى ورشة كبيرة تغص بالآليات من مختلف بلديات المملكة، وبجنسيات من كافة بلاد المسلمين.