مسحة الحزن على ضفاف الخليج من صوت النهامة وأمواج البحر حيث جبيل البوعينين إلى هلال المنائر وصلوات المساجد في ساحل الدمام كانت هناك في نعي الأستاذ المربي والأديب والمؤرخ الشرقي الشيخ عبد الرحمن بن عبد الكريم العبيّد الرئيس الأسبق للنادي الأدبي بالمنطقة الشرقية , كان الساحل حاضرا في نعي الخاطر وعموم البوعينين من جبيلهم للبحرين كما هو نعي أسرته الكريمة وكانت حاضرة الدمام تُعزي دارين فيطيب خاطرها أنّ أهل الشرق صلّوا على أديبهم متتابعين كما رشّات المطر وزخّاته التي سقت الشرق في جنازته. ولماذا دارين كانت الرمز التي ثبتّها الشيخ الأديب وناضل من أجلها لأنها هوية الروح والانتماء القديم لعروبة الخليج وتاريخ الرجال وقصة البحر مع رجال الشرق ومع أغنية دارين القديمة التي سجّلت تاريخ حواضرنا الشرقية في قلعتها وفي صوت وصيت الفاضل المفضال ابن عبد الوهاب الفيحاني... هكذا كان العبيّد يربط الشرق بتاريخه بعروبته.. لا تنازل عن الهوية ولا التاريخ ولا الأمانة هي تِرسِنا الوطني إنها العربية اللغة والانتماء وواسطة العقد لرسالة الإسلام الكبرى . منذ أن إلتقيته قبل ربع قرن كان الشيخ يحمل ذلك التوازن الذي اعتقده كهوية لأمثاله من المثقفين الإسلاميين أنّ الأدب في خدمة القيم وأنّ الروح الإيمانية معاً مع الذوق الأدبي والثقافة الفكرية الأصيلة , وإن حلّقت رياح الآداب وشرّقت فهي تحت الرسالة الوثقى تغزل لغتها وتحت العربية تبسط بساطها ومع المؤذّن تشرق راياتها , ولذلك كان الشيخ يُنعى من المسجد كما هو يُنعى من المعهد الأدبي والمنتدى الثقافي وهو خط توازن أصيل لابد أن يَبقى صوته بيننا شريكاً فاعلاً ونافذة متدفقة وهي في هذا من حنين الشرق وأصالة الخليج. لا أدري ما الذي يرتبه الأخوة في أدبي الشرقية وأدبي الأحساء من نشاط ثقافي مستحق لسيرة الأديب الراحل والمؤرخ الشرقي الجليل , لكنني ارجو أن نسعى دائما في الوفاء للشيخ وللراحلين من تحقيق معادلة التوازن وإعطاء توجهات الأدب الوطني حقها مع إيماننا جميعا بأنّ تحقيق الشيخ الثقافي لعروبة الساحل وقلاعه هو مهمتنا جميعا ... رحمة الله على الشيخ الجليل عبد الرحمن العبيّد وتعازينا الكبيرة لأنجاله وأسرته الكريمة ولموطنه القديم الجبيل وأهلها ومعهده القديم الجديد في قلعة الدمام وحيث ما كان للشيخ ذكرٌ ومعهدٌ ...هو شاهده إلى المقام الأعلى عند العلي الأعلى . [email protected]