الابتلاء هو الاختبار أي أن الله يختبر عباده المؤمنين بتقدير الابتلاء عليهم خيراً كان أم شراً وهي من سنن الله منذ خلق الله تعالى الأرض ومن عليها ليعلم الصابرين من الساخطين فترفع بها درجة الأنبياء والصالحين ويمحوها خطايا المؤمنين قال تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) البقرة: 155-157). وقال تعالى: (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) محمد: 31). وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: (ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله عنها حتى الشوكة يشاكها) متفق عليه. وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: (عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له) رواه مسلم. نعم إخوتنا الأحبة في تونس: هذه سنة الله في خلقه وتذكروا ما حصل لإخوانكم من السلف والخلف، تذكروا ما حصل للأنبياء والرسل من الابتلاءات، والتي يشيب لها الولدان، وهم أنبياء الله بدءاً بنوح عليه السلام وانتهاءً بخاتم الأنبياء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وكذلك ما حصل للصحابة رضوان الله عليهم، وغيرهم من التابعين وتابعي التابعين والسلف الصالح. نعم أيها الأحباب في تونس: لقد أوقع عليكم النظام السابق ظلم كبير، وسجن وتعذيب وقطع أرزاق، بل إن البعض منكم تعرَّض للطرد من البلاد ومصادرة الأموال، ولكن تذكروا أن الله تعالى يمهل ولا يهمل، قال تعالى: (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون، إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار). وقال تعالى: (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون). وقال عليه أفضل الصلاة والسلام: (اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة).. فأبشروا بفرج الله ونصره وعزته لكم عاجلاً ليس آجلاً بحول الله وقوته وعزته وجبروته، فقد أشرقت شمس الحرية، وبزغ فجر الأمل والحق. قال الشاعر: يا صاحب الهم إن الهم منفرج أبشر بخير فإن الفارج الله اليأس يقطع أحياناً بصاحبه لا تيأس فإن الكافي الله الله يحدث بعد العسر ميسرةً لا تجزعن فإن الصانع الله إذا بليت فثق بالله وارض به إن الذي يكشف البلوى هو الله والله مالك غير الله من أحد فحسبك الله في كل لك الله حمود محمد الشميمري - جدة