لقد اطلعت على ما نُشر في هذه الجريدة الغراء يوم الاثنين الموافق 20/ صفر الجاري، عندما انتقد وزير الخدمة المدنية “محمد بن علي الفايز” الجهات الحكومية بشأن تجاوبها في تحديد احتياجاتها لشغل الوظائف الشاغرة، ويؤكد أن تجاوب تلك القطاعات أقل من تطلعات الوزارة، منوهاً بذلك أن مخرجات التعليم لا تتناسب مع معظم التخصصات في القطاعات الحكومية، وأن القطاع الخاص هو الأجدر والأمثل لاستيعاب تلك التخصصات، وليست لديهم صلاحية الإعلان عن أية وظيفة شاغرة إلا بطلب الجهات المعنية بذلك، إذًا من المسؤول حيال ذلك ؟! طالما أن الجميع يرمي الحمل بأصابع التقصير والاتهام للطرف الآخر، والضحية هنا: طالب العمل، الذي لا حول له ولا قوة، سوى انتظار بصيص من الأمل، والذي يتزامن مع “استحداث الميزانية الجديدة” لهذا العام، وخلق فرص وظيفية جديدة تساهم في حل مآسي طالبي العمل، ليكونوا عوناً لأوطانهم وذويهم ولأنفسهم. أما الجانب الآخر الذي يتمحور حول عدم استجابة القطاعات الحكومية في استحداث وظائف جديدة، حيث يتم الإعلان عنها من دون سابق إنذار، فرقم واحد شاغر يتقدم له آلاف العاطلين، والنتيجة «كرسي واحد شاغر للعمل» ، فالقضية تكمن في عدم الاستجابة وعدم تفعيل بعض القرارات الصادرة بهذا الشأن، أما بالنسبة للقطاع الخاص والذي يصفه البعض على أنه كفيل بتوطين وظائف لمعظم التخصصات التي لا تتناسب مع القطاعات الحكومية، فنقول : لم تُفعل السعودة بهذه القطاعات بالطريقة التي تضمن حقوق طالب العمل مع تلاشيها، ورجوع العمالة الوافدة خير دليل وشاهد على ذلك، وأخيراً الكل منا لديه أحلام يحاول قدر الإمكان تحقيقها والكثير منا ينتظر ( طائر) الأمنيات، ويسعى فى ذلك مستخدما طريق الأمل رغم ازدحام الأمنيات، فقد تعالت النداءات والآهات، فحفيت الكلمات خلف الصدى، تفتش عن دروبها بين الظلام وعلى شاطئ الرمال، فما أجمل أن يكون للأحلام واقع ملموس، وما أصعب أن يكتظ الزمان بالأقلام والرؤى التي تُنسج بخيوط الأمل وتتلاشى بين أثير الزمان وبالأماني الضائعة . فهل نبني من الأمنيات طموحا ؟ ونعي جيداً خطورة مشكلة البطالة والسعي على إيجاد الحلول الكفيلة بالقضاء عليها؟ والله الموفق . فيصل سعيد العروي-المدينة المنورة