تجمع مئات الآلاف من المصريين في ميدان التحرير بالقاهرة أمس؛ للمشاركة في «تظاهرة المليون» التي دعت لها المعارضة وتطالب بتنحي الرئيس حسني مبارك. وأغلق الجيش صباح أمس الطرق المؤدية إلى القاهرة ومدن أخرى. وفي الاسكندرية احتشد نحو 50 ألف شخص أمام مسجد القائد إبراهيم ومحطة سكة حديد مصر في وسط المدينة قبل السير إلى كورنيش البحر. وفي مدينة كفر الشيخ بدلتا النيل، قال شهود عيان: إن مؤيدين للرئيس المصري اشتبكوا مع محتجين عليه وإن أربعة أصيبوا. وقال شاهد: إن مؤيدي مبارك الذين وصل عددهم إلى مئتين وكانوا مسلحين بالسيوف والسواطير هاجموا المحتجين الذين وصل عددهم إلى ألوف. من جهته، قالت «اللجنة الوطنية لتحقيق مطالب الشعب» التي تضم المعارض البارز محمد البرادعي وممثلين لقوى المعارضة الرئيسية ومنها الإخوان المسلمين: إنها لن تدخل في تفاوض حتى يرحل رئيس الجمهورية عن موقعه، بحسب بيان صادر عن اللجنة، فيما قال البرادعي في مقابلة مع قناة “الحرة” أمس: إنه مع خروج آمن لمبارك، مؤكدًا أن المعارضة تريد أن تطوي صفحة الماضي. وأضاف: لا نريد أن ننظر إلى الوراء وعفا الله عما سلف. وجاء هذا الإعلان بعد أن أعلن نائب الرئيس اللواء عمر سليمان مساء الاثنين أن الرئيس المصري كلّفه بإجراء حوار فوري مع المعارضة حول إصلاح دستوري وتشريعي وحول جدول زمني محدد لتنفيذه وهي إجراءات بحّ صوت المعارضة للمطالبة بها منذ عدة سنوات. وأكّد البرادعي في مقابلة أخرى مع قناة “العربية” أن المتظاهرين يريدون رحيل مبارك الجمعة المقبلة كحد أقصى، معربًا عن أمله في أن يتخلى مبارك عن السلطة قبل ذلك. وقال البرادعي عن ما سمعه من المتظاهرين أنهم يودوا أن ينتهي هذا إن لم يكن اليوم فيوم الجمعة على أكثر تقدير، وقد أطلقوا على يوم الجمعة المقبل يوم “جمعة الرحيل”. وأكّد البرادعي الحائز جائزة نوبل للسلام في حوار مع صحيفة “الاندبندنت” أنه لا يطمح الى الرئاسة. وردًا على سؤال عن إمكانية توليه قيادة المرحلة الانتقالية قبل الانتخابات، قال “إذا حصل إجماع من الجميع حول ما يجب أن أفعله من أجلهم، فسأنجزه. واعتبر الدبلوماسي السابق في نهاية المطاف أن الجيش المصري مع الشعب. وأضاف أنه عندما يخلع كل منهم بزته في نهاية النهار، يظل ينتمي إلى الشعب ويعاني من المشاكل نفسها والقمع نفسه واستحالة حياة كريمة. وتابع: بالنهاية لا أعتقد أنهم سيطلقون النار على شعبهم. وتوقفت حركة القطارات منذ الاثنين الماضي، وأُقفل خط المترو الذي يربط القاهرة بشبرا الخيمة. وبسبب حركة الإغلاق هذه، لم يتمكن عدد كبير من سكان القاهرة من الوصول إلى أماكن عملهم في ضواحي العاصمة. من جهة أخرى، أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” أن السفير الأمريكي السابق إلى مصر فرانك ويزنر الذي أوفد إلى مصر للاطلاع على الوضع، سيلتقي الرئيس المصري حسني مبارك. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي: إن فرانك ويزنر الذي يعرف مبارك وصل إلى القاهرة الاثنين الماضي وأن واشنطن تعتقد بأنه سيكون من المفيد أن يلتقي الرئيس مباشرة ويأخذ وجهة نظره.