كي لا تعرج الفكرة لسبب ما: أتيت إليكم هذا اليوم وأنا أتكئ على عبارتين، واحدة للملك يقول فيها: (سأضرب بالعدل هامة الجور والظلم)، وعبارة أخرى للنائب الثاني قال فيها ما معناه: (إن الوزير: موظف لخدمة المواطن).. وبعد الاتكال على الله سبحانه سأخبركم ببعض الأشياء التي ستمنع – بحول الله – غرق جدة (أو أي مدينة أخرى) في المستقبل: 1- عند حدوث المصيبة، علينا أن لا نكتفي بنقد أداء (الأمين) وحده! 2- يجب أن يكون لدينا مجلس شورى يحقق طموحات الناس ويأتي أعضاؤه من كافة الجهات، مجلس له صلاحية المحاسبة.. فلقد مللنا من المجالس والهيئات التي لا نرى ثمار أعمالها! 3- أن تكون لدينا محاسبة للكبير قبل الصغير، ولا يفرق بين غني أو فقير.. وأن نكون جميعنا أمام القانون سواء.. لا حصانة ولا قدسية لأي كان. 4- أن لا يُوقف إعلامي لأنه قال الحقيقة، أو يُمنع مقال لأنه تجرأ ووضع أصبعه على الجرح. 5- أن تسقط –من أذهاننا كمواطنين– كل الهويات الصغيرة، ونتذكر هوية واحدة/ جامعة/ وطنية هي: «سعودي» ينتمي إلى بلد له سيادته وحدوده الجغرافية، وبدلاً من أن تتعلق بعض القلوب بتورا بورا وقم وواشنطن.. تتعلق هذه القلوب بالرياض. وعندما يحدث حدث جلل لجدة نشعر لحظتها كأنه حدث للرياض وأبها والقريات وعنيزة ورفحاء والقطيف وجازان ونجران وبريدة.. وعلى الدولة –بكل ما تمتلكه من وسائل– ترسيخ هذا الشعور في الوعي. ولا يتم هذا إلا إذا شعر كل أبناء هذه الجهات بأنه لا فرق بينهم في الحقوق والواجبات والمكاسب. 6- أن تفعل مؤسسات المجتمع المدني. ويشعر كل مواطن من خلال هذه المؤسسات أن له دورًا من الممكن أن يقدمه لبلاده. 7- أن نعي أننا نعيش في زمن مختلف، اختلفت آلياته ووسائل التعبير فيه، زمن مفتوح، زمن صنعته التكنولوجيا.. وأن جيل الانترنت يختلف تماماً عن جيل القناة الأولى.. لهذا علينا أن نعيد نفض قاموس مفرداتنا. 8- أن لا يختطف «المايكروفون» من جهة دون جهة.. فللجميع الحق بأن يقولوا كلماتهم الطيبة. 9- أن نحمي المال العام من الهدر، ونهتم ببيتنا، ونعمل بصدق لحل مشاكل أولادنا وبناتنا. 10- أن ينشر هذا المقال، ويُقرأ بمحبة وإخلاص، مثلما كتب بمحبة وإخلاص، ويتم التعامل معه على أنه خطاب من مواطن صادق ومحب لبلاده وحكومته.. وأراد أن يقول لكم ما يجب أن يُقال. بهذا الشكل فقط.. لن تغرق «جدة» مرة أخرى. بهذا الشكل فقط سنصنع «السد» الذي بإمكانه الوقوف في وجه كافة الكوارث القادمة. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم، وحفظ الله بلادنا وأهلها -بكافة طوائفهم وألوانهم وجهاتهم ولهجاتهم- من كل مكروه.