دعا متظاهرون مصريون أمس إلى مسيرة مليونية اليوم الثلاثاء بعد اسبوع من اطلاقهم انتفاضة غير مسبوقة تطالب بإسقاط الرئيس حسني مبارك. فيما أعلن التلفزيون المصري أمس تشكيل الحكومة الجديدة التي أدت اليمين الدستورية برئاسة الفريق أحمد شفيق، حيث أبقت على 16 وزيرا في مناصبهم من بينهم وزراء الخارجية والدفاع والعدل، فيما كان نصيب الوجوه الجديدة منها 13 وزيرا بينهم اللواء محمود وجدي وزير الداخلية الذي خلف اللواء حبيب العادلي والدكتور سمير فوزي وزير المالية خلفاً للدكتور بطرس غالي. واستحدثت التشكيل الجديد حقيبتين هما وزارة الدولة لشؤون مجلس الشورى ووزارة الدولة لشؤون الآثار، فيما ألغيت وزارة الاستثمار. وفيما قال عصام العريان العضو البارز بجماعة الإخوان المسلمين أمس إن الجماعة بصدد تشكيل لجنة سياسية موسعة مع الدبلوماسي المتقاعد محمد البرادعي للحديث مع الجيش بعد دخول الاحتجاجات يومها السابع، قال مصريون في شوارع القاهرة إن لديهم تحفظات على البرادعي الذي عرض القيام بدور زعيم لفترة انتقالية لإعداد مصر لإجراء انتخابات ديمقراطية. وذكر العريان أن الإخوان يناقشون تشكيل لجنة تفاوض موسعة للقضايا السياسية مع البرادعي لتعكس إرادة الناس وتتفاوض مع الجيش. وأضاف أن جماعة الإخوان لا تتخذ قرارات من جانب واحد دون القوى الوطنية وأنها ستسعى أيضا للاتصال بأطراف سياسية أخرى دون أن يقدم إيضاحات. ونفى شقيق البرادعي وجود مناقشات بهذا الشكل حول مثل هذه اللجنة وقال إنه لم يتواصل أحد مع شقيقه. إلى ذلك، أعلن مسؤول في هيئة قناة السويس أمس أن القناة تعمل بكامل طاقتها ولم تتأثر ب «الانتفاضة». من جهة أخرى، اعتقل الجيش المصري أمس ستة اجانب من العاملين في قناة "الجزيرة انغليش" الناطقة بالانكليزية من الفندق الذي يقيمون فيه وسط القاهرة، كما أكدت صحافية عاملة في القناة. ولاحقا، دعت وزارة الخارجية الامريكية الى الافراج عن المراسلين. وقال بي.جيه كراولي المتحدث باسم الوزارة: نحن قلقون من اغلاق الجزيرة بمصر واعتقال مراسليها. يجب ان تكون مصر منفتحة ويجب الافراج عن المراسلين. وعلى صعيد ردود الأفعال الدولية، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون أمس نظام الرئيس حسني مبارك الى بدء حوار فورا مع المعارضة لإدخال إصلاحات حقيقية وتلبية تطلعات الشارع، فيما حذرت بريطانيا من أن نهاية الاحتجاجات المناهضة للحكومة ستكون نهايته مفجعة، لكنها لم تصل إلى حد الدعوة إلى تنحي مبارك. ميدانيا، استمر قطع خدمة الانترنت في جميع انحاء مصر وكذلك خدمة الرسائل النصية القصيرة على الهواتف المحمولة. وبعد الظهر بدأ توافد آلاف المتظاهرين المصريين على ميدان التحرير. وما زالت قوات الجيش منتشرة في الميدان لكنها لا تتعرض للمتظاهرين الذين يتعايشون ويتبادلون الاحاديث الودية مع الضباط والجنود. ويقوم شباب من اللجان الشعبية التي شكلت، بالتحقق من انه لم يندس رجال شرطة بالزي المدني بين المتظاهرين الذين فقدوا الثقة تماما في الاجهزة الامنية التابعة لوزارة الداخلية التي اطلقت عليهم الرصاص الحي، وفق شهادات متطابقة لاطباء استقبلوا المصابين في المستشفيات الجمعة والسبت الماضيين. وليست هناك حصيلة واضحة لعدد ضحايا التظاهرات التي اقعت 125 قتيلا على الاقل واكثر من الفي جريح. ودعا محتجون مصريون الى مسيرة مليونية اليوم الثلاثاء، حسبما ذكر المنظمون. وقال عيد محمد احد المحتجين ومنظمي التظاهرات: قررنا ان نقوم بمسيرة مليون. من جهته اعلن رئيس مجلس الشعب فتحي سرور ان البرلمان المصري الذي انبثق عن انتخابات شابها تزوير واسع النطاق، سيصحح عضويته من خلال الالتزام بأحكام القضاء. وبعد ذلك أعلن سري صيام رئيس محكمة النقض المخولة قانونا الفصل في الطعون بشأن الانتخابات، أن هذه المحكمة قد توصي بحل مجلس الشعب. وشكلت أربعة أحزاب مصرية مع شخصيات عامة تحالفا باسم «الائتلاف الشعبي للتغيير» لمواجهة الفراغ السياسي بعد تصاعد حركة الاحتجاج الشعبي.