لم يتوجه أطفال جدة بعد منحهم الإجازة هذه المرة إلى الملاهي وأماكن الترفيه بل ورفضوا حتى الجلوس أمام أجهزة الألعاب الإلكترونية على غير ما اعتادوا عليه مع بدء كل إجازة ولكنهم وظفوا فترة إجازتهم هذه المرة في تنظيف شوارع مدينتهم كل منهم في حيه وأمام مسكنه. ولم تثنيهم حياة الرخاء والرفاهية التي تعودوا العيش في ظلها عن النزول في الميدان المتكدس بالطمي والنفايات ولم تنسيهم واجبهم نحو حيهم ومجتمعهم ظهر ذلك بأجلى صورة حين انهمك هذين الطفلين بحي النخيل المنكوب في القيام بعملية التنظيف ورفع الترسبات الطينية التي خلفتها سيول الأربعاء. وحين أبى أطفال جدة الوقوف في انتظار حضور العمالة الوافدة لكي تخدمهم ولكنهم أخذوا على عاتقهم سد غيابها والقيام بالعمل الذي تؤديه فانتشروا بالشوارع متأبطين آلات النظافة هذا المشهد لم يكن الوحيد في شوارع جدة بل هناك مئات المشاهد والصور الرائعة والمواقف البطولية التي تجسدت في سلوكيات الصغار قبل الكبار أثناء هذه الكارثة. عبدالله يوسف السواط 10 وعبدالعزيز يوسف السواط 9 سنوات كانا مثالين يحتذى بهم في هذا العمل.