السادة أعضاء المجلس البلدي الموقرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: اعلموا أننا عندما استيقظنا منذ الفجر، وقبل شروق الشمس للذهاب لانتخابكم، إنّما كنا نضع في أعناقكم مسؤولية عظيمة، نعلم أنّكم رجالها، واليوم يومها، انتخبناكم، ففوّضناكم في أمر من أهم الأمور في حياتنا، وهو الخدمة البلدية، وها قد شاهدتم كيف صارت بلدتنا بمياه الأمطار. نحن الجدادوة نفخر أننا عندما دعانا الداعي للتبرع لمن تضرر من إخواننا المسلمين حول العالم، كنا مسارعين للتبرع لهم، اليوم مساندة للدولة سنتبرع لجدتنا، لأجمل مدن العالم في أعيننا، اليوم لا نريد أن نعلم مَن هو سبب الكارثة، ولا منسوب الأمطار، ولا السيول المحمولة، والأمطار المنقولة، والجهة المسؤولة، ولا لجان، ولا دراسات، ولا الميزانيات، ولا الباب الأول، ولا العاشر، بل نريد الحماية الفورية، كما فوّضناكم عند انتخابكم، نفوّضكم أن تشكّلوا منكم مجموعة تبحث عن أفضل شركة إنشاء في إيطاليا، أو الصين، أو ماليزيا، أو تركيا، وتنسقوا معها أمر إنشاء سدود لحماية جدتنا من السيول، ولإنشاء قنوات تصريف أمطارها، ولدينا في جدة أفضل المهندسين، وأكفأ علماء البيئة، وأحسن الجيولوجيين، وكلهم سيتبرعون لكم بوقتهم بلا مقابل؛ لإعداد الدراسات لذلك. ونحن في جدة ثلاثة ملايين، فلو تبرع كلٌّ منا بخمسمائة ريال لجمعنا لمعشوقتنا جدة مليارًا ونصف مليار ريال، ولو أخذنا من كل صاحب محل 5 آلاف ريال فقط؛ لجمعنا لأنفسنا مليارًا آخر، ومن كل صاحب سيارة لو أخذنا ثلاثمائة ريال، يعتبرها تأمينًا ضد فَقْد سيارته؛ لجمعنا لكم مبلغًا آخر، ولكفينا أنفسنا شر الانتظار. لو حسبنا فزع السكان، وخراب المنازل، وخسائر التجار، وفَقْد السيارات لكان أضعافَ أضعاف تكلفة السد. فلنشترِ راحتنا، ووالله إنه لثمن بخس لمَن كان له قلب، أو ألقى السمعَ وهو شهيد. يوم انتخبناكم قلنا لكم مبروك، واليوم نقول لكم بلهجتنا الجداوية الجميلة «تكفى».. تكفى يا رجال النخوة. فكرتي ساذجة؟ وهل نفعتنا الأفكار الرصينة؟ نعم فكرة التبرع ساذجة، ولكن أؤكد لكم المقال ليس ساذجًا. *** نظرًا لانتهاء المقال قصيرًَا، ومازال لي عدد من الكلمات لدى الجريدة، فأستغل الفرصة لأحشر موضوع الأراضي، فأكمل وأقول: ونجمع من كل مَن حصل على منحة في جدة أن يتبرع لنا بريال واحد عن المتر، فمَن حصل على منحة 20 × 20 يتبرع لنا ب 400 ريال، ومَن مُنح 50 × 50 فيتبرع للمشروع ب 2500 ريال، ومَن مُنح كيلو × كيلو في جدة يتبرع لنا بمليون ريال، حتى لو باعها علينا ب 800 مليون ريال! يكفينا اليوم منه تبرعه بمليون واحد، وهذا تبرع ليس إجباريًّا، فإن رغب أن لا يتبرع فنقول له: «.... مسامحينك ....». مسامحينك في الدنيا.. [email protected]