لكل وزارة من الوزارات الحكومية صلاحيات محددة بموجب مراسيم ملكية وتنظيمات ادارية موافق عليها في اطار تلك الصلاحيات والتنظيمات تتحرك كل وزارة ولا يمكن لها إن أرادت الاجتهاد تخطى حدودها الادارية والتنظيمية وإلا فإنها بذلك التخطي تكون قد تداخلت في أعمالها مع صلاحيات وتنظيمات وزارة أخرى وحصلت الازدواجية التي هي من أسوأ أنواع الأخطاء والفوضى الإدارية ولهذا فإنني أعجب كثيراً عندما أقرأ لكتاب رأي أصحاب خبرة في الصحافة والكتابة والعمل الحكومي ومنهم على سبيل المثال ما قرأت للأستاذ قينان الغامدي مؤخراً بجريدة الوطن فقد كان يتحدث عن دور وزارة الخدمة المدنية في التوظيف وأنها لم تقم بهذا الدور بالشكل المطلوب ولأن الكاتب كان ذات يوم موظفا حكوميا فإنه لاشك يعلم أن وزارة الخدمة المدنية تنحصر صلاحياتها ومهامها في ما يرد إليها من الوزارات من شواغر تريد أن تشغلها بموظفين جدد فليس كل الوظائف المستحدثة تبلغ بها الخدمة المدنية من قبل الوزارات لأن جزءاً من الوظائف يخصص للترقيات وهذا حق لأي موظف يستحق الترقية وتبقى الوظائف التي تبلغ بها الخدمة المدنية لتكون محل مناقشة ومفاضلة بين المتقدمين للحصول على وظائف عن طريق فروع الديوان الذين قد يكونون بالآلاف والوظائف بالعشرات وهذه الوظائف تكون موزعة على كل أنحاء البلاد ولهذا فإنه من حق أي مواطن مؤهل للمسابقة عليها والفوز بها. وفي حالة قيام الجهة الحكومية بترشيح موظف للترقية على وظيفة شاغرة فإن الأوراق ترسل إلى الخدمة المدنية التي تدقق في الأوراق فإن كان هناك من هو أحق منه بالترقية أعادت الأوراق إلى جهتها وطلبت منها ترشيح الأحق وإن رفع عن موظف قبل استحقاقه من حيث المدة فإن أوراقه تعاد أيضا حتى يكمل مدته النظامية ومن حق الجهة أن ترشح غيره. كما أن من أهم أدوار الخدمة المدنية ملاحظة تصنيف الوظائف فاذا كانت الوظيفة الشاغرة محاسبا ورشح عليها شخص غير متخصص في هذا المجال فإن الأوراق تعاد إيضا إلى الجهة المرشحة لتقدم مرشحا آخر يحمل مؤهلا يتوافق مع الوظيفة الشاغرة. مما سبق يتضح أن وزارة الخدمة المدنية لا علاقة لها باستحداث الوظائف وليس لها علاقة بالبطالة ونسبتها بين الشباب فإذا ظن أي إنسان أنها مسؤولة عن هذه الأمور فقد جانب الصواب ولذلك فإن على المهتمين في شؤون البطالة البحث عن الأسباب الحقيقية التي تقف وراء البطالة، فقد نجد المسؤولية موزعة على عدة جهات لن تكون الخدمة المدنية واحدة منها. والله الموفق... [email protected]