كعادة كل أيام الغضب.. ساد صباح أمس هدوء حذر، أرجعه المراقبون إلى انشغال المتظاهرين بأعمالهم وجامعاتهم ومدارسهم، وإلى حالة إنهاك للطرفين “الأمن والمشاركون فى المظاهرات” نتيجة تواصل صدامات أمس الأول إلى وقت متأخر من الليل.. ولم يكن ينتصف النهار حتى تجددت المظاهرات أمام نقابة المحامين حيث تجمهر فئات المتظاهرين وسط حصار أمنى مكثف، وفى الإسماعيلية اشتبك 700 متظاهر مع الشرطة التى فرقتهم باستخدام الغاز المسيل للدموع والهراوات، كما قام المتظاهرون فى شمال سيناء بقطع الطرق الدولى العريش - رفح. وفيما وصل عدد المعتقلين على مستوى الجمهورية إلى 1800 مواطن -حسب تقديرات مصدر أمني- وجهت النيابة تهم محاولة قلب نظام الحكم، وإتلاف الممتلكات العامة، والتجمهر والتظاهر والاعتداء على رجال الشرطة.. إلى 75 شابًا ينتمون لجماعة الإخوان المحظورة، وبعض الاحزاب خاصة الوفد تهمًا. وقال المصدر أن 40 من بين الذين يحقق معهم اعتقلوا فى القاهرة، و 35 فى المحافظات، وأن أعمار الجميع تتراوح بين 20و25عامًا. من ناحية أخرى يدرس النائب العام المصري عبدالمجيد محمود البلاغ الذي تقدمت به “جبهة الدفاع عن متظاهري مصر” الذي اتهمت فيه أجهزة الأمن باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين خلال احتجاجات خاصة التي حدثت يوم الأربعاء الماضي، ممّا أدّى إلى مقتل 4 وإصابة المئات خاصة من الشباب، كما طالب البلاغ النيابة العامة بالانتقال إلى معسكرات الأمن المركزي التي يتم احتجاز أكثر من 100شخص بها بوصفها أماكن احتجاز غير قانونية، كما اتهم البلاغ وزارة الصحة بسماحها لأجهزة امن الدولة بإلقاء القبض على 150 مصابًا أثناء تلقيهم الإسعافات الأولية داخل المستشفيات، خاصة وأن هؤلاء لا دخل لهم بالمظاهرات، وإنما كان وجودهم بالصدفة. وكانت نيابات القاهرة قد أفرجت عن اكثر من 250 من معتقلى يومى الثلاثاء والاربعاء، وبينما لم ينفض حتى ظهر أمس اجتماع هيئة مكتب الحزب الوطنى الحاكم رشحت أنباء عن احتمالات اقالة الحكومة وهو ما تم نفيه فى وقت لاحق، واستبدل بالحديث عن التغيير .. ويأتى حل مجلس الشعب مع اعادة الاشراف القضائى الكامل خيارًا ثانيًا، وتباينت الآراء بشأنه هل يتم حله فى مارس المقبل، أم يتأجل إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية القادمة؟ ومن المقرر أن يستأنف البرلمان المصرى جلساته بعد غدٍ الأحد بمجموعة من طلبات الاحاطة تدور حول الاحداث الجارية والمظاهرات وحل المشكلات التى يعانيها الشعب فى الوقت الحالى. وعلمت “المدينة” من مصادر أمنية أن فرض حظر التجول ليس مستبقًا إذا ما تفاقمت الاوضاع وأن تعليمات عُليا صدرت للوزراء والقيادات الحكومية بعدم مغادرة مصر فى الوقت الحالى مهما كانت المهام الرسمية المرتبطة بها. من ناحية أخرى وبعد أن أوقف التداول فى البورصة أمس لمدة نصف ساعة بسبب حالة الفزع التى أصابت المستثمرين عاد التداول وسط حالة من الترقب والخوف وهبط المؤشر الرئيسى ايجى اكس 30 بنسبة 8.5% ليبلغ 5779.5 نقطة كما تراجع مؤشر ايجى اكس 70 الذى يقيس أداء الشركات الصغيرة والمتوسطة بنسبة 14% ليبلغ 546 نقطة على صعيد آخر أكد وزير الثقافة المصرى فاروق حسنى ل “المدينة” أن معرض القاهرة الدولى للكتاب سيفتتح فى موعده غدًا السبت وقال : المظاهرات لا تعد عائقًا لافتتاح المعرض.. وكان حسنى قد صرح أمس الاول بأن الوزارة تدرس قرارًا بالغاء المعرض مضيفًا بأنه لا يعلم هل سيستمر المظاهرات أن سيهدأ الوضع، ورفض مسؤول هيئة الكتاب المصرية الجهة المنظمة للمعرض أمس التعليق على أنباء الالغاء أو التأجيل مؤكدين أن التحضيرات تسير كما هى.