اتجهت معظم مؤسساتنا الصحفية، وتلك التي تنهض بإصدار مجلات ثقافية إلى تبني إصدار عدد من الكتب في سياق سلاسل معينة، وهو أمر محمود يشكر عليه القائمون على هذه المؤسسات. وأحدث الإصدارات في هذا الإطار “إصدارات الجزيرة الثقافية” التي تتبناها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر بالرياض، وكانت الباكورة من خلال كتاب “الاستثناء” المخصّص عن سيرة غازي القصيبي -رحمه الله- وأدبه الصادر عام 2009م. وفي هذا العام 1432ه/2011م دفعت الجزيرة بكتاب آخر عن مؤسسها الشيخ عبدالله بن خميس، وعنوانه “عبدالله بن خميس: قراءات وشهادات”، وجرى الاحتفاء بصدوره في حفل أقامته مؤسسة الجزيرة بالتعاون مع النادي الأدبي بالرياض في شهر صفر من هذا العام 1432ه. ولقد سعدت بحضور الحفل، ولمست الآثار الإيجابية لهذه الشراكة بين مؤسسة صحفية ومؤسسة ثقافية في وجوه الحضور والمشاركين في إلقاء الكلمات، وبخاصة مكتبة الملك فهد الوطنية التي أسهمت بطباعة كتيب عن ابن خميس عنوانه “عبدالله بن خميس ببليوجرافية بآثاره وما كُتب عنه”. وبمطالعة الكتاب وجدت أنه حوى جملة طيبة من المقالات والشهادات عن ابن خميس، وإن كنت أتمنى أن أجد بعض المقالات المهمة التي كُتبت عنه ولم تنشر، ومثالها مقالة الدكتور عبدالله بن سليم الرشيد “عبدالله بن خميس بقية السلف الشعري” المنشورة في مجلة الإعلام والاتصال عام 1430ه، ولكن ربما اقتصر النشر في الكتاب على ما نشر في جريدة الجزيرة فقط. ومما لاحظته التداخل بين مقالة مطوّلة للأستاذ عبدالله بن سالم الحميد، ومقالة لي سبق نشرها قبل عشر سنوات في الجزيرة باسم “عبدالله الحميدي”، وعنوانها “الجنادرية تزف العريس..ابن خميس”. وقد وعد الصديق الدكتور إبراهيم التركي بالتنويه عن هذا الخطأ فله شكري المقدّم. وإن كان ثمة اقتراح فهو اختيار ورق أخف حتى يسهل حمل الكتاب وتداوله، وإضافة مدخل في مستهل الكتاب يخصص لقراءة المواد المنشورة وتحليل مضامينها. وبعد، فتحية للأستاذ خالد المالك رئيس تحرير جريدة الجزيرة المشرف على السلسلة، وللدكتور إبراهيم التركي مدير التحرير للشؤون الثقافية الاسم الفاعل وراء هذه الإصدارات الثقافية القيّمة. [email protected]