أعادت أمطار جدة أمس سيناريو فاجعة الثامن من ذي الحجة 1430ه أو مايطلق عليه بالأربعاء الحزين وبادر كثيرون من سكان الأحياء الشرقية إلى هجر منازلهم واللجوء إلى أقاربهم في أحياء أخرى، كما تفاعلت الأزمة بانهيار السد الخرساني المقام من الجهة الغربية لمخطط أم الخير أمام أمواج المياه والسيول المنقولة إليه، حيث تسببت المياه المتجمعة في تلف الطبقات الاسمنتية التي تحمي السد الأمر الذى أدى إلى زحف المياه صوب أحياء الجامعة والنسيم وشارع فلسطين. وأعلن الفريق سعد بن عبدالله التويجري مدير عام الدفاع المدني وفاة شخصين جراء الأمطار والسيول التي هطلت يوم أمس محافظة جدة، حتى الآن، فيما انقذت فرق الدفاع المدني 1003 حالات عن طريق القوارب المطاطية التي تجوب شوارع جدة الغارقة، وكذلك الطائرات الجوية مبيناً أن الطائرات العامودية تقوم بإخلاء 300 طالبة من كلية التربية علقن جراء المياه التي غطت كل الطرق من وإلى الجامعة منذ ظهر أمس. من جانبه أكد مدير العمليات بالدفاع المدني بجدة العقيد عبدالله الجعيد انهيار السد دون أن يعطي أي تفاصيل مكتفيا بالإشارة إلى أن طيران الدفاع المدني باشر مهامه في إنقاذ المحتجزين بمخطط أم الخير وتم انقاذ 418 محتجزا بالطيران والقوارب المطاطية. وكانت الأمطار الغزيرة التي هطلت يوم أمس وتواصلت لعدة ساعات قد تسببت في احتجاز 300 من المعلمات والاداريات داخل المدارس والجامعات كما ادت الى تعليق الاختبارات بجامعة الملك عبدالعزيز وثلاث مدارس في محافظتي رابغ وخليص، بالإضافة إلى المدارس الليلية والمسائية في محافظة جدة والقرى التابعة لها، فيما تم احتجاز 20 طالبة جامعية على طريق الحرمين و11 طالبة ومعلمة ومرشدة وجدن أنفسهن مضطرات للبقاء داخل مدرستهن لساعات طويلة (الثانوية ال 43). وفي ميناء جدة الإسلامي توقف العمل تماما وبصورة نهائية، وذلك وفقا لمديره الكابتن ساهر الطحلاوي، بينما أكد مسؤول في هيئة الطيران المدني أن حركة الملاحة الجوية لم تتأثر بالأجواء السائدة أمس. على ذات الصعيد تباينت الآراء بين المواطنين ورجال المرور ففي الوقت الذي أجمع فيه مواطنون غياب المرور في الشوارع التي أغلقتها المياه والمركبات المتعطلة، مشيرين إلى أن رجال "الفزعة" تولوا المهمة، أكد مسؤول في مرور جدة أنهم تواجدوا طيلة يوم أمس بكامل امكانياتهم البشرية والآلية في مختلف أنحاء المدينة. ---------------------- توقف الأعمال نهائيا في ميناء جدة الإسلامي أكد مدير ميناء جدة الإسلامي الكابتن ساهر الطحلاوي توقف حركة الملاحة البحرية نهائيًّا، كما توقفت جميع أعمال الميناء، مشيرًا إلى أنه حتى الآن (عصر أمس) لم يتبين موعد فتح الميناء للعمل ثانية. وقال المشكلة التي تسببت في إيقاف الميناء ليس سرعة الرياح كالعادة، بل بسبب قوة الأمطار. ---------------------- العمري: لا وفيات من جراء الأمطار وحالة استنفار قصوى بجدة نفى المتحدث الرسمي بإدارة الدفاع المدني النقيب عبدالله العمري حدوث وفيات من جراء الأمطار التي هطلت على محافظة جدة، في الوقت الذي أعلن الدفاع المدني بمحافظة جدة حالة استنفار كامل لجميع القوى البشرية في المحافظة، بالإضافة إلى دعم المواقع المتوقع تضررها في شرق جدة. وقال العمري إن الدفاع المدني حرص على استخدام القوارب في أماكن التجمعات الخطرة، وبيّن أن هناك بلاغات عدة عن احتجاز للسيارات في عدد من مواقع التي تجمعت فيها المياه بشكل كبير، وتقوم فرق الإنقاذ بالتعامل معها كل على حدة، حيث شملت الأمطار المحافظة كاملة. أمّا بالنسبة للبلاغات فأغلبها تطلب المساعده نتيجة لتوقف السير تمامًا في جميع الطرق، علمًا بأن الأمطار أثّرت وبشكل كبير على أم الخير شرق الخط، وتم إنقاذ ما يقارب 100 شخص من قبل فرق الإنقاذ عن طريق القوارب المطاطية وطيران الدفاع المدني. ---------------------- “هيئة الطيران” : أمطار جدة لم تؤثر على الحركة الجوية أوضحت الهيئة العامة للطيران المدني أن الأمطار التي هطلت على جدة أمس لم تؤثر على الحركة الجوية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي. وبين المتحدث الرسمي باسم الهيئة خالد بن عبدالله الخيبري أن أجهزة التشغيل في مرافق المطارات وكذلك أجهزة الملاحة الجوية مهيأة مسبقا للتعامل مع هذه الأوضاع من خلال استخدام التقنية التي وفرتها الهيئة والمتمثلة في أجهزة المراقبة الجوية والرادارات المتقدمة حيث يتم يوميا تلقي النشرات الجوية من الجهات المختصة ويتم بثها عبر النظام الآلي وتكون متاحة للمراقبين الجويين والطيارين ويتم التعامل بشكل جاد مع أي تنبيهات جوية تصدر. وأشار الخيبري إلى أن عمليات الإقلاع والهبوط في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة كانت في وضعها الطبيعي وكذلك أجهزة الهبوط الآلي على جميع المدارج منذ اللحظة الأولى لهطول الأمطار وحتى ساعة إعداد هذا البيان، مشيرا إلى أن الإجراءات التي تتخذ عادة عند سوء الأحوال الجوية لإيقاف أو تعليق الرحلات تعتمد على معايير تتعلق بكمية الأمطار على المدرج وسرعة الرياح وقد تبين خلال هطول الإمطار اليوم أن كمية المياه في الحدود المسموح بها للقيام بعمليات الهبوط والإقلاع ولم يكن هناك انعدام في مستوى الرؤية الأفقية وكانت معدلات الرؤية طبيعة مما يسمح باستمرار الحركة الجوية. ---------------------- الدفاع المدني والصحة توقفان الإجازات وتبلغان المجازين بعدم إغلاق الجوالات أوقفت العديد من الدوائر الحكومية من بينها الدفاع المدني والصحة بالتزامن مع هطول الأمطار منح الإجازة لمنسوبيها وإبلاغ المجازين مسبقا بتحديد أماكنهم وعدم إغلاق هواتفهم الجوالة لتسهيل استدعائهم وقطع إجازاتهم في أي لحظة عند الضرورة. وأوضح مدير الشؤون الصحية الدكتور سامي باداوود أنه تم إبلاغ الموظفين المجازين بما فيهم الكادر الطبي والإداري بتحديد أمكانهم التي يتواجدون بها خلالها فترة الإجازة والتواصل معهم باستمرار من خلال الجوالات تأهبا لاستدعائهم ومشاركتهم مع زملائهم في المستشفيات عند حدوث أي حالات طارئه لاسمح الله، مؤكدا أنه تم تخصيص مندوب للصحة في غرفة العمليات المشتركة مع الجهات الأمنية والحكومية المختصة بمتابعة ورصد الأوضاع خلال فترة هطول الأمطار. وأكد أن الأوضاع مطمئنة حتى الآن ولم يتم الاستعانة بتلك الحلول. وفي السياق ذاته أكد مصدر مسؤول بالدفاع المدني ل "المدينة" إيقاف المديرية العامة للدفاع المدني الإجازات الرسمية لمنسوبيها بمختلف المناطق والمحافظات خلال هذه الأيام تزامنا مع هطول الأمطار، وذلك تحسبا للتدخل في عمليات الانقاذ في الحالات الطارئة. ---------------------- المقدم آل هاشم: المرور بكامل قوته في الميدان أوضح مدير العلاقات والإعلام في مرور جدة المقدم زيد آل هاشم ذكر أن إدارته بكامل قوتها الآلية والبشرية منتشرة في مختلف أنحاء المدينة، منوهًا أن المشاهدات الأولية لمرور جدة بعد توقف الأمطار تمثلت في وجود تجمعات مياه في كامل أنحاء المحافظة. وقال: إن المرور بدأ في العمل بالتنسيق مع الجهات المعنية من دفاع مدني وأمانة لسحب تلك المياه، مشيرًا في ذات الوقت إلى أن المرور بدأ في سحب السيارات المتعطلة من الشوارع التي قامت الأمانة بنزح المياه منها لتسهيل الحركة المرورية. ---------------------- باداوود: غرفة عمليات وعربة تموين متحركة و13 فرقة للتعامل مع حالات أكد مدير الشؤون الصحية بجدة الدكتور سامي باداوود تخصيص غرفة عمليات تعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة للتعامل السريع مع الحالات التي تستدعي تدخلاً طبيًّا بالتزامن مع هطول الأمطار، بالإضافة إلى تخصيص 13 فرقة طوارئ طبية متحركة لمباشرة أي حالة بمختلف المواقع والأحياء. وأوضح في تصريح ل“المدينة” أن الاستعدادات تمت مبكرًا قبل هطول الأمطار من خلال حصر الأسرّة الطبية الشاغرة بجميع المستشفيات الحكومية والأهلية وتجهيز وحدات الدم بكميات كافية، بالإضافة إلى تجهيز عربة تموين طبية متحركة للتدخل في الحالات الطارئة. وأكد باداوود أن الأوضاع لازالت مطمئنة حتى الآن (عصر أمس)، لافتًا إلى أن مندوب الصحة لايزال موجودًا في غرفة العمليات المشتركة مع منسوبي القطاعات الأخرى المعنية برصد الأوضاع والبلاغات التي تتزامن مع هطول الأمطار.