كشفت جولة اعضاء فرع الجمعية الوطنية لحقوق الانسان بالعاصمة المقدسة امس على قرى جنوبمكة عن فساد وقصور واضح وكبير في كثير من الخدمات. ورصد الفريق المكون من سليمان الزايد المشرف العام على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الانسان بالعاصمة المقدسة،والاعضاء:الدكتور محمد مطر السهلي، والشريف منصور ابو رياش، ومدير مكتب الجمعية بمكة عبدالله خضراوي، رصد العديد من المعاناة التي يعانيها اهل تلك القرى جراء نقص العديد من الخدمات الاساسية والثانوية . تعيش على المعاناة واكد المشرف على فرع الجمعية عضو مجلس الشورى سليمان الزايدي ان هذه الجولة تأتي في سياق مهام الجمعية ووقوفها على طبيعة الحياة المعيشية في قرى مكةالمكرمة، و شملت هذه الجولة قرية البيضاء وأم الراكة والحميدية والصهو الموجودة في جنوبمكةالمكرمة وهذه القرى ومن خلال المعلومات الأولية المتوفرة لدينا تعيش معاناة صعبة وتشتكي نقص أبسط مقومات الحياة العامة ولذلك كانت جولة الجمعية للوقوف على الطبيعة ورصد معاناة الناس هناك وحياتهم المعيشية وأبدى الزايدي تذمره الشديد من الملاحظات التي شاهدها وأوجه القصور التي رصدوها. وقال:إن على الجهات المختلفة الكثير من الأعمال تجاه تحسين الظروف المعيشيةلتلك القرى، مبديا أسفة لمشاريع خيرية تقام في تلك القرى وتهمل ولا تستثمرها الجهات المسؤولة رغم حاجة الناس الشديدة اليها . من جانبه أوضح الشريف منصور أبو رياش عضو فرع الجمعية أن الفريق زار عددا من القرى منها ام الراكة والبيضاء ووادي ضيم، ورصد عددا من الملاحظات والتقى باهالي تلك القرى الذين كشفوا عن معاناتهم لاعضاء فريق الجمعية وحاجة قراهم للخدمات الصحية والتعليمية والامنية. أبرز الملاحظات وقال: ان من ابرز الملاحظات التي تم رصدها أن هناك مركزا صحيا انتهى بناؤه منذ عامين وبداخله اجهزة وأدوات طبية لكنه مهمل وأمامه مبنى مركز صحي مستأجر به طبيب واحد فقط وليس به طبيبة ولا مختبر ولا أشعة ويفتقد ايضا للاتصال الهاتفي حيث لاتوجد به خدمة هاتفية . وفي قرية البيضاء وجدنا مبنى لمركز صحي أنشأته مؤسسة عبداللطيف جميل الخيرية منذ نحو 8 أعوام وتم تسليمه للصحة وحتى الآن لم يتم تشغيله، اضافة الى تأثر الطرق بمياه السيول لعدم وجود عبارات تصرف مياه السيول عن الاسفلت الذي تهدم من جراء السيول . وفي قرية الصهو هناك مدرسة بنين ابتدائية فقط وبقية المدارس من متوسطة وثانوية ومدارس بنات تبعد عن هذه المدرسة نحو 14 كيلو . وأضاف ابو رياش ان فريق الجمعية وجد في حي الامير سلطان الذي يشتمل على وحدات سكنية تم بناؤها على نفقة سمو الامير سلطان بن عبدالعزيز حفظه الله في هذا الحي مبنى معد كمركز شرطة يحمل الرقم 107 تم تسليمه للشرطة ولكن حتى الآن لم يتم افتتاحه وتشغيله اضافة الى انعدام تلك القرى من وجود دوريات امنية واقسام شرط وخدمات بلدية . خطورة الطرق من جانبه أبدى عضو الجمعية الدكتور محمد مطر السهلي أسفه الشديد على ما تعانيه قرى جنوبمكةالمكرمة من اهمال وقال ان فريق الجمعية قام بهذه الجولة انطلاقا من مهام الجمعية ومسؤولياتها حيث تسعى للمحافظة على كرامة الانسان وهذا ما توجه به القيادة الرشيدة بين الحين والاخر واضاف: ان الجولة شملت قرية البيضاء وأم الراكة والصهو والحميدية وقد وجدنا معاناة يعانيها اهالي تلك القرى ومما رصدنا خطورة الطرق بتلك القرى لكثرة تعرجاتها وتعرضها للسيول ورصدنا كذلك قصورا في الخدمات الصحية فالاهالي يضطرون لقطع مسافة نحو السبعين كيلو من قرية البيضاء الى مستشفى النور التخصصي بمكةالمكرمة حيث لايوجد سوى مركز صحي متهالك وقد وجدنا امرأة تعاني من جلطة ولا يستطيع ذووها نقلها الى مستشفى النور لعدم تحملها المسافة الطويلة ولو لدغ احد او تعرضت امرأة لولادة فلن يستطيع اهل القرية نقل مثل تلك الحالات الى مستشفيات مكة . مياه ملوثة وأضاف د0 السهلي أن تلك القرى تحكي مأساة بما تعني الكلمة فشبكات الاتصال معدومة حيث لايوجد شبكة جوال ولا هاتف ثابت فيصعب التواصل مع الجهات المسؤولة عند وجود أي حالة طارئة لانعدام وسائل الاتصال . ومضى السهلي يقول: مما تم رصده وملاحظته عدم وجود مياه صالحة للشرب فالأهالي يعيشون على مياه ملوثة وغير صالحة للشرب وفق تقارير طبية، وأفادنا شهود عيان في تلك القرى ان اغنامهم عندما تشرب من تلك المياه فانها تموت اضافة الى تلوث الخزانات ووجود الديدن بها . مستوصف خيري مهمل وأضاف وجدنا أمرا مؤلما أقرب ما يكون إلى الفساد فمبنى مستوصف تبرعت بانشائه مؤسسة عبداللطيف جميل الخيرية مهمل منذ اكثر من 8 أعوام حتى ان الاشجار والاعشاب ظهرت على ابوابه وتصدعت جدرانه وانني اعتبر ان هذه جريمة بحاجة الى تحقيق لانها اهدار لاموال المتبرعين وأدعو المسؤولين إلى الوقوف على هذا المبنى 0 ومن الملاحظات الأخرى انعدام الخدمات الامنية من شرطة ودوريات لضبط بعض الاختلالات اضافة الى ضرورة وجود مركز للدفاع المدني فحريق شب قبل عام او عامين استغرق إخماده أكثر من شهر.