معتمدًا على اللونين الأبيض والأسود فقط قدم الفنان التشكيلي فايز الحارثي “أبوهريس” في معرضه الشخصي “الحقيقة” مائة لوحة مختلفة المواضيع، بصالة بيت التشكيليين بجدة. وقد اعتبر الفنان ابوهريس أن ما قدمه هو امتداد لتجاربه السابقة، معللًا تركيزه على اللونين الأبيض والأسود بقوله: حاولت في هذا المعرض إبراز القيم الجمالية الفنية في اللونين المتضادين البيض والأسود لأجعل منهما توافقًا لأصيغ منهما نصي التشكيلي حول الحقيقة وليس غير الحقيقة. كما أن هذين اللونين ليسا ببعيدين عن هوية أمة، أعيش بها ومعها وما تحمله من تناقضات جمة وضياع، ولذا فإن الأبيض والاسود يلامسان وبعمق جراح أمتي الإسلامية، وقد اخترت هذين اللونين لقدرتهما على إفراز نصوصي التشكيلية وبحرية، ولإبراز منجزي التشكيلي وما قمت به هو خياري ضمن البحث المستمر، كما أن تجربتي هي حصيلة تأثيرات متعددة لعدد من الفنانين أهمهم أستاذي الفنان مصطفى الحلاج يرحمه الله، وأتقدم بالشكر لله ثم لرجل الأعمال طارق عاشور الذي ساهم مساهمة كبيرة في إنجاز مشروعي هذا وقد كان له الاثر الاكبر في دعم هذا المشروع للجمهور والذي سوف أنقله وأعرضه بجامعة أم القرى في القريب العاجل، ومن ثم نقله وعرضه بالإمارات وباقي دول الخليج. وحول تجربة “أبوهريس” في هذا المعرض يقول الناقد سامي الجريدي: أخذنا الفنان (أبو هريس) وهو يعرض تجربته الجديدة والتي أسماها (الحقيقة) إلى مشروع فني مختلف عن تجربته السابقة التي بدأها منذ أكثر من عشرين عامًا، وكأنه بذلك يفسّر سؤالاً وجوديًا لهذه المرحلة الفنية التي أخذ على عاتقه في كشف الرؤى اللونية لسيرته وتاريخه الفني عبر لونيين متضادين هما: (الأبيض والأسود). إن ما تمثله هذه التجربة مغامرة لونية لمن يعي حقيقتها، وليس من السهولة الدخول في مضمارها إلا بإعلان فلسفي مسبق.