(1) في العمل الجماعي أو المؤسساتي ليس من العدل أن يتحمّل فرد واحد مسؤولية الإخفاق، وليس من المنطق أن يُنسب النجاح لشخص واحد أيضًا. هذه هي إحدى أسس ومسلّمات العمل الجماعي والمؤسساتي. وأي خروج على هذه الأسس والمسلّمات كفيل بنسف قواعد العمل الجماعي من أساسها. إذا ما خرجت على قواعد العمل الجماعي والمؤسساتي، فلا تستغرب حدوث الفشل الذي يصل إلى مرتبة الفضيحة. (2) الفشل ليس عيبًا في حد ذاته. العيب هو عدم الاستفادة من الفشل. العيب هو تكرار الفشل. (3) أستعجب من كل الذين يرون أن نتائج منتخبنا الوطني الأخيرة ضمن بطولة كأس الأمم الآسيوية، هي كارثة وطنية! لماذا نشن هذه الحملة القاسية على لاعبينا، وكأن المنتمين إلى باقي القطاعات في بلادنا، يقومون بواجبهم على أكمل وجه؟! الرياضة مرآة تعكس المشهد العام، وليست هي كل المشهد. الرياضة جزء من الصورة، وليست هي الصورة بمجملها. (4) الأقلام التي تطالب اليوم بتعليق مشانق لاعبي المنتخب السعودي، هي نفس الأقلام التي رفعت هؤلاء اللاعبين إلى السماء، ونصّبتهم نجومًا. إنها نفس الأقلام التي بالغت في تقدير إمكانات لاعبينا، وساهمت في ارتفاع التعاقدات معهم بما لا يتناسب مع إمكانياتهم. على الإعلاميين أن يُحاسِبوا أنفسهم قبل أن يُحاسِبوا اللاعبين. (5) الإعلام الرياضي السعودي الذي تنكر لأساطير الكرة السعودية الذين كتبوا التاريخ بأقدامهم، هم نفس الإعلاميين الذين نسجوا الأساطير حول بعض اللاعبين الذين اقتصرت إنجازاتهم على ركل الكرة من نقطة المنتصف، تسع مرات في مباراة واحدة فقط! هؤلاء قطعًا شركاء في المسؤولية، ويجب أن يحاسبوا أخلاقيًّا على ما ارتكبوه. (6) بعد كل فشل نفتش عن كبش فداء لتحميله المسؤولية. الفشل هو وليد تراكمات وأخطاء جماعية، مثله مثل النجاح تمامًا. البحث عن كبش فداء جاهز هو أهم سبب لتكرار الفشل. الكثيرون الآن يسنون سكاكينهم لاستخدام لاعبينا ككبش فداء، خصوصًا بعد كل ما سمعناه من تشكيك في روحهم الوطنية. مسكين اللاعب السعودي الذي أصبح كبش فداء، يتم إعداده لتحمّل مسؤولية كل الأخطاء التي تقع في البلد! [email protected]